السبت، 10 أكتوبر 2015

" عندما نكون تروسا فى ألات "


حين تتكلم عن عالمية الشريعة وصلاحيتها لكل زمان ومكان ، يقاطعك العلمانيين  ليشيدوا بقوانينهم ودساتيرهم الأرضية ،
التى يرون أنها الأكفئ والأنسب لمتطلبات العصر من وجهة نظرهم ، وتَسْير أليّاته ..

فهذا فهمهم ومبلغ علمهم (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ) ..
تصور ناقص خاطئ للحياة الدنيا ، يعتمد على النظرة المادية ، دون أى مرعاة للبعد الأخلاقى النفسى لحركة وطبيعة البشر ..

فالبشر ليسوا تروسا فى ألات تحكمهم قوانين ونظم مادية بحتة كالتى تحكم حركة الألات والماكينات الضخمة ، بل هم بشر لهم مشاعر وأخلاق ولديهم قيم ومبادئ لابد لأى قانون أن يراعيها وإلا وصلنا لما وصلنا إليه الآن من تفكك واكتئاب وأزمات نفسية ...

ومن ينظر بتفحص لتاريخ التطور التشريعى الغربى ، سيرى كيف سلك فى تطوره مسلك مشابه لتطور الألات ،
كتطور عربة الخضار ذات اليد ( الكارو ) مثلا إلى عربات النقل الثقيل الضخمة ، حيث لا تكاد ترى أى تشابه بينهما إلا فى كون كلاهما لديه عجل ..!!

بينما على العكس نجد شرع الله المنزّل حين كان يطبق فى زمن الصحابة والدولة لازالت فى مهدها ، يكاد يتطابق مع النظم التشريعية المطبقة فى ظل مجد وذروة إزدهار الدولة الاسلامية  ... !!
إلا ربما فى زيادة قوانينه وتوسع أبواب تشريعاته كنتيجة طبيعية للتطور الزمنى ، وتمدد وتوسع رقعة الدولة بما تحمله من تنوعات واختلافات عرقية ..
و رغم ذلك ظل محتفظا بثبات بنيانه التشريعى كاحتفاظ الطفل حين يكبر برأسه وقدمه وعموده الفقرى مهما تقدم به العمر والزمن ..!! 

فنظرة الإسلام للمجتمعات الحيّة تخالف تماما نظرة العلمانيين المادية ..
فالمجتمع فى الإسلام كجسد الانسان الواحد كيان متماسك ذو رسالة له روح وقلب ومشاعر
( كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) .. حديث شريف
ينمو ويتمدد ويكبر ، ولديه هيكل ثابت من القرآن والسنة
والإجماع هى بنيانه وعموده الفقرى ، تكسوه وتنمو حوله وتتشعب أراء العلماء والفقهاء بإجتهاداتهم المختلفة ،
التى تتجدد دوما مع تقدم الزمن وتطوره ...

بالمخالفة تماما عن مجتمعات مادية بحتة تفتقد روح الرسالة ، بدأت مسيرتها التاريخية كعربة ( كارو ) إلى أن صارت عربة نقل ثقيل مع تطور الزمن ،
لا تكاد ترى أى تشابه بين بدايتها ونهايتها عبر التاريخ إلا فى كون كلاهما لديه عجل ..!!
نسأل الله العفو والعافية ...




الجمعة، 9 أكتوبر 2015

" والذي خبُث لا يخرج إلا نكدا "


من رحمة ربنا أنك لو أردت الذهاب لمكان لا تقف لتفكر كثيرا ، ما عليك إلا أن تضع رجلك على الطريق حتى تجد نفسك تتحرك نحو الهدف متجها للأمام ....
ففى وجهك وإتجاه صدرك ، وتصميم أطرافك وقدمك ، إتجاه واحد للحركة الطبيعية فى المشى نحو الأمام ....

ومع هذا تجد من يكابر ويصرّ على مخالفة فطرته فى الحركة الطبيعية ، ويحاول جاهدا للوصول إلى هدفه بالقفز و(الشقلبة) فى الهواء ؟!!!

فلا أرضٍ قطع ، ولا لهدفه ذهب ، وظل لايراوح مكانه ! رغم اندفاعه وحماسته الشديدة ،
ولكن للأسف ما هى إلا حركات بهلوانية وقفزات فى الهواء ، على نفس رقعة الأرض بلا أى تغيير  ..؟!!!!

ـ ـ ـ ـ
نسيج الأمة المجتمعى مهترئ لأقصى الحدود ، فلا ينفع معه إصلاح ولا ترقيع ، وثوب الأمة البالى عليها أن تخلعه من فورها وترتدى على إثره ثوب جديد ،
ثوب معبر عن هوية الأمة المعتزّة بدينها ،المتألقة بحضارتها وتاريخها ، ثوب يدرء عنها كل ظالم ، ويسترها من كل طامع لئيم ....

فمشكلتنا ليست السلطة فقط كما يتوهم البعض ، بل المشكلة ضاربة بجذورها لتمتد وتشمل كل بيت ، ..
كم منا يطبق الشرع على نفسه وفى بيته ، و كم منا على علم حقيقى بمقاصد الشريعة وأحكامها ...
كيف ونحن لا نرى إلا إنفصام مجتمعي رهيب ، مجتمع متدين بطبعه !! بينما أخلاقه ومعاملاته تمارس طبيعيا خارج نطاق الدين ؟!! ..

وقدرا مشوها فى مفهومه راسخ فى وجداننا يجعل من تواكلنا توكل ، نستحق معه تسلّط الفسدة والظلمة علينا مع الرضى والتسليم  ،
فلا أمر تنحية الشريعة يشغلنا ، ولا نرى سببا لتخلفنا ، ولا حتى يهمنا أمر محاربتهم لهذا الدين ...؟!!
( إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم )

فذاك ثوب بالى لا يجدى معه إصلاح ولا ترقيع ، بل واجب علينا جميعا أن نغزل ثوبنا من جديد ...
تربة فاسدة لا تخرج إلا فاسدا ( والذي خبُث لا يخرج إلا نكدا )
الإنحراف فيه ليس للتفلت من الدين وفقط ، كما وقع لأسلافنا قديما ،
بل راجع فى أساسه لفساد التصور وعدم فهمنا لحقيقة هذا الدين ، وإن إلتزموه ، فقد لا يصح دينا لدى رب العالمين ...!!

 إرجـــــــاء .. فى صوفيــــــة .. على علمانيــــــــة ..!!
أمراض ثلاثة نخرت ولا تزال تنخر كالسوس فى نسيج الأمة ، لا نجاة لنا ولا عودة للهوية إلا بثورتنا الشاملة للقضاء عليها ،
ثورة فى المفاهيم والتصورات لتصحيح مسار الحركة على الأرض ، وإلا كنا كالبهلوان الذى ( يتشقلب ) كثيرا فى الهواء ليصل إلى هدفه ، ولكنه يسقط فى النهاية مغشيا عليه ، على نفس الرقعة التى انطلق منها على الأرض ...

فلدينا ميراث طويل من (الإرجـــاء ) لوث مفاهيم الأمة ، خرجت معه الأعمال من مسمى الإيمان ،
فبــ ( الإرجاء ) أثبتنا الإيمان لتارك المبانى الخمسة بما فيها تركه لصلاته ، ولا نرى أى نقصان لدين مسلم مهما ساء عمله ، فالأعمال بالنيات ولكل إمرئ ما نوى ؟!

(ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا)

ـ ـ ـ ـ
وبــ ( الصوفيــــة) فسدت تصوراتنا عن الحياة ودور الانسان فيها ،
فلا علاقة بين الأسباب والمسببات ، وتوكلنا فى حقيقته كان هو عين التواكل ،

فلا حرص على العلم النافع ، ولا الأخذ بأسباب التقدم والقوة ،
وهل هناك أى عجب بعد ذلك أن نكون أذلاء ، كالغثــاء ، مطية لكل ظالم ، تتصارع على التلاعب بنا حثالة الأمم ..

(بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل) ..
حديث شريف

ـ ـ ـ ـ
• ومع ( العلمانية) فقدنا الهوية ، واستبدلناها بتصورات فاسدة مستوردة ، تصورات و مصطلحات غربية ما أنزل الله بها من سلطان ،
ديمقراطية .. ليبرالية وغيرها ، أخرجت مسار حياتنا من منهج الله الذى ارتضاه وأراده لنا كمسلمين ، ليصب فى مجرى نهر حياة الكفرة والمشركين ..

(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ..
( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الا هالك ) ..
حديث شريف

فمَنّي نفسك كما تتمنى ، مَنّيها بالأمجاد والعزة ، فلن تتقدم ولو بخطوة ، وعندك هذا الفهم الخاطئ والناقص للدين .. !!

فكفانـــا إرجـــــــاء .. وكفانـــا صوفيــــــة .. كفانـــا علمانيــــــــة ..!!

لا أرض معها ستقطع ، ولن تصل أبدا لهدفك ، أو تراوح مكانك !!
مجرد حركات بهلوانية وقفزات فى الهواء ، على نفس رقعة الأرض بلا أى تغيير  ..؟!!!!

نسأل الله أن يبصرنا بحقيقة هذا الدين ، ويرشدنا إلى الطريق القويم ، هو مولنا ..
لا ملجأ لنا إلا له ، ولا منجى منه إلا إليه ،
إياه نعبد وبه نستعين ..


الخميس، 8 أكتوبر 2015

" سُم الشهوة فى حلاوتها "


هل يتسأل الظمأن عن الماء ونقاءه فى لون الكوب الذى أمامه ؟!! ..
 

هل يستشعر تغير طعمه أو يرى قذارة الكوب من شدة عطشه ؟!! ..

الظمأ للدنيا أشد وأقسى للبعض من الظمأ للماء ، فماء الدنيا مالح ، كلما تجرعه هؤلاء إزدادوا له عطشا وحرقة ...

فكيف لمن كان هذا حاله  أن يتقى أوحال الدنيا وأدرانها ، مع نهمه الشديد لزخرفة الدنيا ومتاعها ..؟!!
فسُم الشهوة فى حلاوتها ، والقلوب ظمئ لما فيه داءوها ...

شبهات فى الشهوات ، فى قلوب مرَضَت بالنفاق ، وأئمة أضلوا البشر وساقوهم نحو الهلاك ...
عطشك للمال سوغ لك البنوك والربا ، ولشغفك بالنساء عاديت أهل العفة والشرف ، وما أرى فى ظلمك إلا العلوّ والترف ..!!

فصبرا أهل العفاف والتقى .. سيأتى يوما لا نجاة إلا لمن اتقى ..
وهؤلاء سيتقيأون قيحا من بعد التنعم والترف ...
( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون )

نسألك اللهم العفو العافية

 .. ونسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى



http://pnyadm-ashr.blogspot.com.eg/2015/10/blog-post_81.html

الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

" بـــــلال الإمــريــكــى "


كتبه أحمد عمرو

بلال الأمريكى لا يستطيع أن يؤذن من جديد ..
-------

"بلال" فليم كارتوني يحكي قصة الصحابي الجليل بلال بن رباح مؤذن الرسول صل الله عليه وسلم وهو من إنتاج شركة بارجون انترتيمنت وإخراج المخرج الباكستاني خورام آلافي وكتابة وإنتاج السعودي أيمن جمال بالتعاون مع الممثل الأمريكي الشهير ويل سميث، استغرق العمل على السيناريو الخاص بالفيلم حوالي سبع سنوات، وتم تنفيذه بغضون ثلاث سنوات، و يحتوي على 88 شخصية من بينهم أبوبكر الصديق وحمزة بن عبدالمطلب وأمية بن خلف وسعد بن أبي وقاص.  يتميز الفيلم بدقة تفاصيله من جميع الجوانب سواء الإخراج والرسم والألوان والحيوانات. وهو أول فيلم لأستديو بارجون إنترتيمنت السعودية وأول فيلم رسوم متحركة طويل المدة يدعم و ينتج في الشرق الأوسط.

لا يوجد حتى الآن موعداً محدداً لصدور الفيلم في صالات السينما ولكن يتوقع إطلاق الفيلم في السينما الأمريكية في نهاية عام 2015 ثم بعد ذلك يعرض في دور السينما حول العالم بأربع لغات وهي الانجليزية والعربية والفرنسية والصينية.

ما الجديد في هذا الفيلم؟

هو أول فيلم كارتوني طويل يحكي عن قصة إسلامية بتقنية عالية وهو قادر على الوصول للعالمية. يتناول الفيلم 80 شخصية ما بين رئيسة وثانوية، ما يضعه على رأس قائمة الأفلام العالمية من حيث عدد أبطاله، تشارك في هذا الفيلم مجموعة من الفنانين العالميين، أشهرهم البريطاني أديوال أكينوي أكبادجي الذي تعرف عليه الجمهور العريض من خلال أعمال عديدة، أشهرها "Thor: The Dark World" والمسلسلان"Game of Thrones" و"Lost"..

الفيلم على درجة عالية من جماليّة الصورة، وامتاز بلقطات مُتقنة مصاحبة ببناء مميّز للأماكن والشخصيات والحبكة.

بالنسبة للكثيريين هذه هو الجديد في الفيلم لكن بالنسبة لي فعند قراءتي  لمصطلح (الجديد) خاصة إذا اربتط بمجال الخطاب الدعوي أو السياسي الفكري الإسلامي أبدأ في التحسس منه، فهناك الإسلامي الجديد، والفلسطيني الجديد، والمسلم الجديد، أصبح كل شيء جديد في هذا الإطار هو موضع اتهام عندي إلى أن يثبت العكس.

دعونا نستعرض باقتضاب الإشارات الجديدة في الآونة الأخيرة.

الإسلامي السياسي الجديد:

فالإسلامي الجديد لابد أن يكون صورة كربونية من القيم الغربية خاصة في قضاياه الرئيسة، التي يقيس عليها: ومنها قضايا المرأة بكل تجلياتها وحقوق الأقليات وحقوق الإنسان، وحرية تغيير الدين، والموقف من أتباع العقائد غير السماوية، وغيرها من القضايا. وتعتبر تلك القضايا مؤشرا على بنية التصور السياسي للحركة الإسلامية.

ودولة الخلافة أو دولة الوحدة الإسلامية لا بد من تحذف من قاموسه السياسي فشعار الخلافة الإسلامية، والدولة الإسلامية الواحدة، يعبر عن الحلم الذي يراود ملايين الأمة الإسلامية، ويمثل اللافتة التي تجمع كل البلاد العربية والإسلامية معا، والعنوان الأبرز للتاريخ الناهض للأمة الإسلامية. وهو شعار يملك من القوة ما يجعله شعارا يجمع الأمة، ويوحد توجهها، ويدفعها لتحقيق وحدتها. لذا تم حصار هذا الشعار، والضغط على الحركة الإسلامية حتى تضع الشعار في موضع ضمني في خطابها، بل واعتبر الشعار في حد ذاته، نوعا من العداء للدولة القومية القطرية القائمة. ومن هنا تأتي فكرة دمج الحركة الإسلامية في العملية السياسية، والمقصود منها جعل الحركة الإسلامية جزءا من التيارات السياسية المتنافسة داخل إطار الدولة القومية القطرية، والتأكد من التزام الحركة الإسلامية بشروط العمل داخل الدولة القطرية.

المسلم الجديد:

المسلم الجديد على عينة ريما فقيه، اللبنانية الأصل التي فازت بلقب ملكة جمال الولايات المتحدة منذ عدة سنوات والذي وصف شقيقها «ربيع» صيامها بأنه من باب الواجب الديني، ولا يتناقض مع مشاركتها بالمسابقة، «كما أن الصيام يُضفي على الإنسان جمالاً روحيًا».

وتقول عن نفسها: "أنا أصوم طبعًا، وهذا جزء من ديانتي؛ لأني أريد أن أكون محترمة». كانت هذه هي إجابة سؤال وُجّه لريما الفقيه، طرحه عليها الصحافي نيراج واريكو، من موقع «فري برس» الأمريكي الإخباري، عبر الهاتف. تلك المسابقة التي تتطلب أن تتعرى المتسابقات فيها أمام فريق التحكيم بشكل شبه كامل.

هذا المشهد شديد الرمزية الذي يجمع بين المتناقضات، يشير بدلالة مركزة إلى نموذج المسلم الجديد المتعايش مع الحضارة الغربية -بالمفهوم الغربي- بكل قيمها ومفاهيمها. سواء كان في داخل البلاد الغربية أو في بلاده التي أضحت القيم العلمانية هي المسيطرة على مجالها السياسي والاقتصادي وحتى القيمي والأخلاقي.

إذن فريما الفقيه تمثّل الطبعة الجديدة من المسلم الذي يريده الغرب، الإسلام الجديد الذي تستطيع من خلاله المسلمة أن توائم في ضميرها، بين إسلامها وشبه عُرْيها أمام المصورين.

والقضية هنا ليست قضية انحراف سلوكي يقع به بعض المسلمين، لكن القضية الأهم هو أن يُدَّعى أن هذا الانحراف السلوكي لا يتناقض مع الإسلام، وأن بوسع المسلم أن يتماهى مع المجتمع الغربي ومفاهيمه، والتي تحترم الشذوذ، وتقدس العري دون أن يفقد إسلامه أو حتى يشعر بتأنيب الضمير.

بلال الجديد:
يرسم الفيلم بلال كأنها شخصية تتوق فقط للتحرر من العبودية، عبودية الجسد الذي يباع ويشترى، وتلتقي هذه الشخصية مع شخص طيب عطوف هو أبو بكر ويرسمه الفيلم كونه تاجر يتمتع بطيبة القلب ويبتعد الفيلم تماما عن قضايا ذات البعد الفكري النابعة من الإسلام كمنهج كامل للحياة، خطاب شخصية بلال في الفيلم لا تختلف عن دعوات مارتن لوثر كينج أثناء مسيرة واشنطن للحرية " I have a dream"، وهو يعذب في صحراء مكة لا لإيمانه لكن بسبب مطالبته بالحرية.   يغفل الفيلم بشكل متعمد الرسالة الدعوية بشكل كامل. وتخرج شخصية أبو بكر بقدر باهت للغاية فهو يدعو صديقه بلال بنبذ العنف وأنه ليس وسيلة لحل المشكلات.

بلال مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي طالما صدح بشعار التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله ، نجده يغني في مواطن عديدة في الفيلم إلا أنه لم يتمكن مرة واحدة أن يظهر وهو يردد الآذان.

 هذه هي رسالة الفيلم إذن، إسلام جديد تنحصر أهدافه في بوتقة الأهداف والقضايا الغربية الدعوة إلى الحرية ــ بالمفهوم الغربي ـــ، ونبذ العنف. والتعايش، فأصبحنا مسكونين بالغرب قيمه ومفاهيمه وأنماط حياته وسياسته ومعارفه وليس علينا نحن المسلمين أن نقدم بديلا مغايرا، بل المطلوب منا في الخطاب الإسلامي الجديد هو تغليف تلك القيم بغلالة رقيقة لتصبح بنكهة إسلامية.

والجديد في الأمر أن عملا كهذا خرج بطاقات إبداعية خلاقة من مجموعة من الشباب المبدع بحق لكنه يقدم الإسلام للغرب كما يريد الغرب أن يرى الإسلام، لا كما هو الإسلام. مع إن لدينا نحن المسليمن مفهوما أعمق وأدق وأشمل عن الحرية قدمها ربعي بن عامر للعالم: إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام

لعل يأتي اليوم الذي نستطيع أن نقدم رسالة الإسلام للعالم بنفس القدر من الدقة والشفافية التي تم إنتاج الفيلم بها.
-------------------------------------


مــــــنـــــــــقــــــــــول ..........


كتبه أحمد عمرو

مدير وحدة الحركات الإسلامية بالمركز العربي للدراسات الإنسانية


الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

" وهم في غفلة معرضون "


يقنعك أن الغرفة تمام ، وأخذت الوجه الأخير فى الدهان ... وعند الاستلام تفاجئ  ( بأن الحيطة مطبلة ) وبمجرد اللمس الدهان يتساقط  ، و الشقوق وراءه تملئ الجدران  .. !!!

عندما تخوى القلوب ماذا تفعل الثياب .. فهل الثياب لستر القلوب ، أم جعلت لستر الأبدان .. ؟!!!
والكل يستتر بالثياب ..

فكم من أنيق يعجبك مظهره .. وهو منافق عليم اللسان ..
وكم من غافل عن ربه وآخرته .. ويستر عورته بجمال دنياه ..
وكم داعية بقفطانه وجبته .. كالذئب ينهش فى قلوب العباد ..
فالكل يرتدى الثياب .. فهل ثيابنا لستر القلوب ، أم جعلت لستر الأبدان .. ؟!!!

( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون )
هل سنستمر نكذب كثيرا .. وعلى من تكذب ؟ ياغريق هواك ..
هل سنظلّ نعطى ديننا فضلة الوقت .. وجلّ أوقاتك لدنياك ..
هل غفلت عن الذى خلقك .. و يَعُد عليك أنفاسك ولا ينساك ..
لا تراهن على الدنيا كثيرا  ..
فدهانها عمره قصير .. وسَوْءتَكَ حتما ستكشفها الأيام ... !!

( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون )
لقد جاءوا بحدهم وحديدهم ، وقدهم وقديدهم وأعلنوها حرب شعواء على الاسلام ..
ضرب للثوابت .. قهر واذلال .. دعاة على أبواب جهنم .. فقر وإفساد .. 
هل تظن أنهم جاءوا للقتلك .. أو إفقارك .. أو حتى نشر الرذيلة والفساد ..
تلك وسائلهم ..
ولكن هدفهم وعيونهم على دينك .. يرهبوك ليقتلعوا ثمرة إيمانك
حتى ولو كانت مجرد كلمة ترددها بلا إله إلا الله ..
( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا )

ولن يرضى ابليس منك وأعوانه إلا بالكفر ..
وما نشر الدمار والفقر والقهر ، إلا لانتزاع الايمان من قلوبنا وزرع اليأس والكفر  ..
وما جاءت الرذيلة بعهرها وفجورها إلا لتدعوك للكفر  ..
جاءوا بإلحاد .. جاءوا بالتنصير .. جاءوا بأى ملة .. جاءوا لتكون كلمة الكفر هى العليا ..
( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) ..

أرى صخرة بلال على صدر الأمة وماتحتها ليس ببلال ،
أرى رمضاء الصحراء فى نار الفتن .. قد احاطت بالأمة من كل اتجاه ،
أرى الذبح لأمة تشهد ألا إله إلا الله ..
والمذبوح يتبرأ ويقسم صارخا أنه غارق لأذنيه فى دنياه ..
( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون .. واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) ...
 

نسأل الله العفو والعافية ..

http://pnyadm-arab.blogspot.com.eg/2015/11/blog-post_35.html#more

الاثنين، 5 أكتوبر 2015

" التريث .. التحمّل .. التدبّر "


للصبر قيمة كبيرة فى دين الله فهو يُعد بمثابة نصفه ، على إعتبار أن الشكر هو النصف الآخر ..
 

وإذا تفقدنا كتب العلم وبسطنها أمامنا لنبحث عن معانيه سنجد للصبر فيها معانى كثيرة ، 
ولكن يمكنّا اختزالها إجمالا فى ثلاثة معانى واضحة لا لبس فيها ،
حبس النفس عما تتمنى ، وتحملها ما يشق عليها ، وآخيرا ثباتها على الحق رغم المصائب ..
أى بالمصطلحات الفقهية :_ الصبر عن المعاصى ، والصبر على الطاعات ، والمعنى  الشائع لدى العامة إلا وهو الصبر على البلاء ....

ولكن ما الحكمة وراء خُلُق الصبر وتبوءه كل تلك المنزلة الرفيعة ؟!! نحن لا نتسأل هنا عن معانيه فقد سردناها من قبل ، ولكن نتسأل عن أشياء من حكمة الله فى مدحه للصبر وحث بنى آدم على التخلّق به  ..؟!!
نتسأل لما كان حبس النفس عما تتمنى ممدوح ؟
وكذلك تحملها مايشق عليها ، ولِما أحب الله للناس الثبات على الحق رغم المصائب ؟!!

التريث .. التحمّل .. التدبّر معانى أصيلة تصاحبك ولابد فى رحلة البحث فيما وراء الصبر من حقيقة ..
( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا )

الأمانة .. ما علاقة الصبر بالأمانة .. ما علاقة التريث ، والتحمّل ، والتدبّر بالأمانة .. ثم ماهى أصلا الأمانة .!!!

الأمانة بحسب ما نؤمن وندين لله به هى أمانة التكليف .. أن نتعرف على الله حق معرفته ونتقرب إليه بمحبته ونطيعه ... أى هى فى كلمة واحدة العبادة وما يترتب عليها من ثواب وعقاب ..
فإن كانت تلك هى الأمانة فما علاقة الصبر بها إذا ؟!!

المعرفة .. التعرف على الله حق معرفته يتطلب الصبر ..
فالعلم يتطلب استقطاع من الوقت أى تريث ،
ويتطلب إفراغ الوسع أى مجهود وقدرة على التحمّل ،
ويتطلب حضور الذهن أى تدبّر ،
فالعلم إذا يتطلب تريث ، وتحمّل ، وتدبّر أى يتطلب صبر ...

فالكل مثلا يعلم أن الشمس تشرق صباحا وتغرب ليلا .. ما من دابة على الأرض إلا وتعلم هذا ..
ولكن من صبر وتعلم ، علم حقيقة الشمس وقوانينها حتى وصل بعلمه إلى أن رصد الانفجارات الهائلة التى تحدث على سطحها ، وابتكر وطور كثير من التطبيقات التى يدخل تأثير الشمس فى طبيعة عملها  !!
فهذا هو الفارق الحقيقى بين العالم ، ودابة تأكل من خشاش الأرض ..!!

الفارق الحقيقى مابين من تصبّر لمعرفة الله بإسمائه الحسنى وصفاته العُلى وتقرب إليه بطاعته ومحبته ، وآخر لم يصبر على الدنيا ولم يسعى لمعرفة ربه فكان أضل من الدابة وسجد للشجر والحجر ؟!!
( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا )
وقضت حكمة ربك أن تكون فى تجارب البلاء والصبر عليها وسيلة للتعلم ودروس وعبر ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور )

فهل اقتصر دور الصبر فى حقيقته على معرفة الله حق معرفته وفقط ؟!!...

بالطبع لا .. فالعبادة معرفة ومحبة وانقياد .. فكيف تنقاد وتطيع الله بدون صبر ..
صبر عما يلهيك فى الدنيا ويضرّك ويبطرك .. وصبر على أوامر الله فيما فيه صلاحك ورقيك وسعادتك ..

نسأل المولى أن يكون فيما سردناه إفادة وأن نكون جانبنا الشطط ونختم كلامنا بقول العليم الخبير ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ..


http://pnyadm-ashr.blogspot.com.eg/2015/10/blog-post_26.html#more

الأحد، 4 أكتوبر 2015

" وقــد خلقكــــم أطــــوارا "


( ثم خلقنا النطفة علقة ، فخلقنا العلقة مضغة ، فخلقنا المضغة عظاما ، فكسونا العظام لحما ، ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين .. )

قضت حكمته سبحانه من كان أمره بين الكاف والنون ، أن يكون خلق الانسان كسائر المخلوقات على أطوار ومراحل .. ﴿ وقد خلقكم أطوارا

وإن كان رحم الأم هو البيئة الحاضنة لمراحل تطور الجسد وتهيئته للحياة الدنيا .. ،
فإن الدنيا هى البيئة الحاضنة لمراحل تطور النفس وتهيئتها للحياة الآخرى ..
مـــع الـفــــارق ... ؟!
أن الجسد مسيّر فى جميع أطواره ومراحل نموه وتطوره .. بينما النفس مخيرة فى مراحل نموها وتطورها ما بين الرضا والشقاء .. ( قد أفلح من زكّاها .. وقد خاب من دسّاها )

ومن أوجه التشابه بين أطوار البناء النفسى والجسدى للانسان ، التزام خلايا الجسم المختلفة بشفرة الحامض النووى (DNA) طوال مراحل نموها وتطورها ، فلا تحيد عنها وإلا أصيب الجسد بالتشوهات والعيوب الخلقية ..
وفى المقابل نرى أن خروج النفس عن المنهج الربانى الذى يعد دليلها نحو النمو والترقى ، يؤدى بصاحبه حتما للتشوهات والعيوب النفسية التى يستحق على أثرها الثبور والهلاك .. ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم .. ثم رددناه أسفل سافلين .. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون )

______
فما هى إذا أبعاد البناء النفسى وأطواره فى الحياة الدنيا ، وما علاقته بمنهج الله .. ؟!
وإن كان الإبتلاء هو قدر الانسان على الأرض ، فهل له دورا عمليا فى عملية البناء ؟!!
هذا ما سنحاول التعرف عليه اليوم ونسأل المولى عزّ وجل التوفيق فيه والسداد : _

بـدايـــــةً ، المنهج الربانى هو الطريق الوحيد الذى ينبغى أن تسلكه النفس كى تصل إلى النضوج والكمال ،
وعلى جانبى هذا الطريق حدودا لا ينبغى للنفس تجاوزها ،
وان تجاوزتها خرجت عن الطريق وسارت بلا هدى فى صحراء التيه حيث أرض الأهواء ...
والصعاب والعقبات موجودة فى كل مكان ، سواء وأنت ملتزم بالسير على الطريق ، أو انحرفت يمينا ويسارا لتصطدم وتحتك بحَدّىّ الطريق ، أو فارقت الطريق تماما وسرت بلا هدى فى أرض الأهواء ...!! (لقد خلقنا الإنسان في كبد)

تلك الصعاب والعقبات تُعد مصائب وتسمى فى الشرع ابتلاءات ، لا يسلم منها مسلم ولا فاجر (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون)
وإن كان أيضا إنبساط الطريق أمام السائر يدخل فى مفهوم الإبتلاء (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون)

ولــكــن عـلـيـك الانـتـبـــاه ..!!
تختلف الابتلاءات فى أسبابها وطبيعة تأثيرها حسب موقعك من الطريق .. ؟!
فلا يمكنّا بحال التسوية مابين ثلاث فى الابتلاء : _

# أحدهم على الطريق يواجه عقبات ومصاعب تكون وظيفتها الحقيقية ، تجلية النفس من أدرانها وشوائبها حتى تصير طيّعة نقية ، تنمو بسلاسة نحو النضوج والكمال .. ،
وكل الآلام التى تصاحبها ماهى إلا آلام المخاض ، تُولد فيها النفس من رحم البلاء ..

# وعقبات آخرى ومصاعب تواجه من حاد عن الطريق وبدء الاحتكاك والتصادم مع محارم وحدود الله ، فيرى نار الشرر على أثر الاحتكاك ،
فإن لم ينتبه ويعدل دفة اتجاهه ويرتد سريعا إلى طريق الهدى ، هلك واقتحم مفازة الأهواء .. (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون)

# وآخرهم من كسر حاجز الطريق ولا يبالى مقتحما مفازة الأهواء ، فهو لايرى طريقا من كثرة ما أثار من غبار غرائزه ولايهتدى لشيئ ، ويضيق صدره دوما كلما امتلئ بتراب هواه ...

ورغم كون الابتلاء الواقع عليهم قد يكون واحد ، إلا انه للمؤمن تزكية وعلو درجات ، وللعاصي تحذير .. وان تاب ورجع يصبح تكفير عن السيئات ، وللمعاند هو عقوبة وبلاء..!!

والعالم من أدرك لِما أصابه البلاء ، والجاهل لا يدرى ، وأجهل الخلق من حاد عن طريق الهدى ويحسب أنه على شيئ ، ويرى فى ابتلاءه دليل على صحة دعواه ... ؟! نسأل الله العفو والعافية ..


http://pnyadm-soaha.blogspot.com.eg/2015/10/blog-post_4.html

السبت، 3 أكتوبر 2015

" جنة الأرض أم جنة السماء "


كيف ينظر الغرب للعالم الاسلامى ؟ .. الغرب المتحضر وكيف ينظر إلينا و إلى انتشار الجهل والفقر بيننا وتخلّفنا ..
 

يقول أحدهم مفتونا بتقدمهم الحضارى ومتهكما علينا :_ لما تأتون إلينا .. لما تريدوا أن تشاركونا جنتنا .. أليس جنتكم فى السماء ؟ فلما جئتم تبحثون عنها اليوم عندنا فى الغرب ؟!! ...

نستغفر الله مما يقولون ..وتعالى عما يفترون .. ونبرأ إلى الله من أناس من بنى جلدتنا جعلونا فتنة لقوم لا يعقلون !! ..
( ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا ) .. فبضعفنا وهواننا على الناس أسأنا للأمانة التى نحملها ، وصدّناهم عن سبيل الله ..

يتكلم المفتون عن جنتهم وأى جنة يتحدث عنها وهو عبد آبق ضلّ الطريق وانحرف عن سبيل الله ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )
نعم معيشة ضنكا وإن تنعمت أجسادهم ، وعلت ضحكاتهم ، وظلوا يغنون ويرقصون ليل نهار ..!!

لن نتكلم عن احصائيات فهى فى ازدياد فى عالم يئن تحت سطوة البطالة والجريمة والمخدرات .. أين التنعّم وهم مابين اكتئاب .. وجنون .. وانتحار ..!! انظر لافلامهم الآن فهى تجسيدا حيا لكل ما نقول ..!!

ثم من أين لهم هذا التنعّم الذى يترفلون فيه بأجسادهم ؟! .. أليس كبرائهم هم من نهبوا ثروات وخيرات المسلمين قديما وحديثا .. وهم السبب الرئيسى فى إفقارنا ، ورعاية منظومة الفساد ، وزرع العملاء وتسلّطهم علينا !! ..

انظر لأموال البترول _ الذهب الأسود _ أين تذهب .. وأين يذهب ريعُها .. وكيف يدعّم الدولار حتى الآن ليظلّ على عرش العملات بحصر تسعير برميل البترول به ، على الرغم ان بلاد المسلمين هى الأكثر انتاجا للبترول فى العالم ...

ثم أين جنتهم من مرض السرطان وباء العصر .. أو من الأيدز أو الزهايمر وأمراض الشيخوخة وغيرها .. وتطالعنا النشرات العلمية فى آخر الأخبار بظهور جيل جديد من الميكروبات لا تؤثر فيه المضادات الحيوية ، بمعنى ان فى حال انتشاره وخروجه عن السيطرة ، انهيار منظومة الطب الحديث كلها بأدويتها وعملياتها الجراحية وطرق العلاج ، التى هى أحد الأعمدة الرئيسية لتقدمهم الحضارى .. !!

وهل هناك جنة على الأرض حقا فى وجود الموت ؟ .. أليس مجرد التفكير فيه والخوف منه يعكر صفوهم ويصيبهم مهما علوا بالاحباط والاكتئاب ..

لندعهم وجنتهم التى نحن أولى بإقامتها على الأرض منهم ان كنا حقا مؤمنين ، ولنتكلم قليلا عن جنة السماء التى خصها الله لأهل طاعته ورضوانه ، حيث لا يوجد هناك لا همّ ولا غمّ ، ولا موت ولا حزن :_

قد يقصر فهم البعض لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم ( ما لا عين رأت .. ) ويظن انها من جنس مايراه الآن فى عصرنا الحديث من سيارات ، وطائرات ، وسفن فضاء ، وغواصات .. إلخ
ولكن المعنى فى حقيقته يتخطى هذا بكثير ، كما نرى فى تكملة حديثه الشريف ( ولا خطر على قلب بشر ) .....

فنحن كبشر لا نرى من ألوان الطيف مثلا إلا سبع ألوان رئيسية ، وما فوق البنفسجية وتحت الحمراء ألوان لا يعلمها إلا الله ، وقد ترى بعضها بعض الحيونات .. أليس هذا من ضمن ( ما لا عين رأت .. )

كما أن فى حياتنا الدنيا لا نستمع من الأصوات التى تطربنا وتشجينا ، إلا نطاق ضيق جدا من الموجات الصوتية ، أما باقى الترددات القصيرة والطويلة فنحن فى غفلة تامة عنها ، وتسمع بعضها أيضا بعض الحيوانات .. أليس هذا يدخل فى مضمون ( ولا أذن سمعت .. )

وكم من الروائح خارج نطاق حواسنا .. وكيف هى حاسة التذوق لدينا التى تقتصر فقط فى طبيعة عملها على المر والحامض والمالح والحلو .. أو أحاسيسنا القاصرة بملمس الأشياء ، أو سائر الحواس التى لا نمتلكها وتدخل تحت مسمى ( ولا خطر على قلب بشر ) .....

ثم إن مشاعر السعادة وأحاسيسها تبدأ من أول التمنى والاشتهاء فى عالم الخواطر والخيال حتى تحقيق أحلامنا فعليا على أرض الواقع .. وكلما قصر الزمن والمسافة ما بين الخواطر والخيال وبين الواقع إزدادنا سرورا وسعادة .. !! ..
وهذا يفسر لنا كيف ان كثير من الناس هجروا المسلسلات والأفلام فى التلفاز إلى النت والكومبيوتر ،
فمن الاستسلام لخيال محض أمام التلفاز يفرض عليك وأنت جالس ، إلى خيال تختاره وتتفاعل معه سريعا فى عالمك الافتراضى على النت والكومبيوتر ، لتصبح معه أكثر سرورا وسعادة ...!!

ولكن أنّى كل هذا من خيال قد تطابق تماما مع الواقع ؟! خيال تعيشه كواقع !! .. تشتهى شيئ تجده ماثلا أمامك .. تتفاعل معه بكل مشاعرك وحواسك وكيانك .. لا تملّ منه لانتقالك منه لشهوة آخرى أشهى وألذ ..
لا يؤذيك منه ريح .. ولا يمتلئ لك منه بطن .. ولا يقطعك عنه وقت ..!!
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة والجنة يارب ...

• ثم نأتى لقمة التنعّم والاستمتاع التى لا يجاريها نعمة ولا منّة .. ونسأل الله تعالى أن نكون من أهلها .. حيث التنعّم برؤية وجه الحنّان المنّان ..
خالق الجمال مبدع الأكوان .. كامل الأوصاف ذو الجلال والإكرام

هو الكـافـــى فهل تفتقر الحواس فى معيّته لشيئ ..
لولا احتجابه عنا فى الحياة الدنيا ما أكلنا ولا شربنا ولا قمنا بفعل أى شيئ ..
فرؤيته تغنينا عن أى شيئ ..

خرّ الجبل لكبرياءه .. وسجد الكون لعزّته وجلاله .. وأشرقت الحياة لنور وجه الكريم ..
ســـبـحـانـه ..

اللهم نسألك الرضا وحسن الخاتمة ....


الجمعة، 2 أكتوبر 2015

" ذلك ما كنت منه تحيد "


لو اتخنقت فى يوم من الشغل ، ما عليك إلا انك تستأذن وتروح ..
 

أو كنت فى مكان ما ومـلّـيـــت منه ، ستتركه فى النهاية وترحل ..
 

حتى لو طهقت من الحوائط كلها والجدران ، من يمنعك من الخروج منها والترجّل ..

لكن سيظل هناك دائما ما لا يمكنك أن تعطيه ظهرك وترحل ..
أمر فى الخلفية يترائى لك كالخيال عن بعد ..
مهما تعاميت عنه أو تجاهلت  ..
سينتظرك دوما فى آخر الطريق مهما تملّصت ..

أمر طلما لم تلفت إليه كثيرا فى مشوار حياتك .. ماذا تفعل عندما تفاجاء بأنه جاثم أمامك ..
عينه فى عينيك  !! قافزا من خلفية المشهد إليك ..
فاتحا ذراعيه .. ليحصرك ويجذبك إليه ..
ويغلق جميع المنافذ من دونك  ويؤصدها عليك ..
ويسدل ستائره فى عز النهار، ويلف الظلام حول عينيك ....
وأنّى لك الفرار بعد كل هذا ، وقد أطبق على رقبتك بكلتا يديه ....!!
( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد .. )

وجوه حزينة .. وعيون ساهرة .. التفوا حول السرير بأصوات متنافرة ..
الحبيب منهم والقريب .. والمشفق بالدعاء والبكاء الشديد ..
تلك ابنتك تتوسل للطبيب .. وأبنك يطالب بالهدوء والتزام الجميع .. ورجال الاسعاف يضعون سريرهم بجوار السرير ....
( وأنتم حينئذ تنظرون .. ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون .. فلولا إن كنتم غير مدينين .. ترجعونها إن كنتم صادقين .. )

 

تلك من أصدق القصص الواقعية .. مسلسل مستمر بلا انقطاع فى تاريخ البشرية ،
لا نقول يحدث كل يوم أو حتى كل ساعة بل يرحل عنا أكثر من 100 نفس كل دقيقة .. !!
بمعنى وأنت تقرأ تلك الكلمات الموجزة ، قد غادر المئات وأنت فى مجلسك ..
وكل دقة تبض بالحياة فى قلبك ، يتوقف أمامها  لبنى آدم واحد على الأقل نبض قلبه..
فحمد الله على العافية ، وكفى بالموت عبرة وموعظة ....


الخميس، 1 أكتوبر 2015

" إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا "



قـلـيـل من الـهـــــــدوء ..

الصمت نعمة ..
حينما يدمن الناس الكلام ..

الوضع سيئ ؟ ..
................
..... نـعـم ..
....................... هو ســيــئ ! ... .

 

و غـــــــــــدا ؟! ..
............. ربما .. بل على الأرجح هو الأســــــوء !!

لا تــقـــل هـكــــــذا ..
........
.. كـــن متفـائـلا أيـن الأمـــــل ؟!

.............. الأمـــــل ؟!
.................... الأمــــل فى الله
................................. وبالله .. يقـينـا
.......................................... ثـم بيــدك أنـت !

لا تقل ( أحنا رايحين على فين ؟! )
................................. بل قل ( أنا رايح على فين ) ...

ليس انكفاءً أو انغلاقا على الذات .. بل هى محاسبة ومراجعة للنفس ....
فلن يشفعلك وجودك فى بيئة صالحة ان كنت فاسدا ..
كما لا تلام على نشأتك فى بيئة فاسدة ان كنت صالحا ..
فلقد ولدت فردا ، وستموت منفردا ، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا..

أخشى أن يكون فى ارتباك العيون وزوغانها ، جهل متجذر فى معرفة وإدراك ما يدور حولنا ..
فقد قيل قديما من إمتلك علما رأى الفتن فى إقبالها .. والجاهل لا تترائ له الفتن أبدا إلا وهى عنه مدبرة ؟!

فالفتنة عجوزٌ شمطاء قد تبهرجت .. بأزهى الثياب وتبخترت ..
كل من كان فى قلبه مرض وقع فى غرامها ..
ومن كان شيمته الاخلاص ، لم يخدعه أحمر الخدود عن شؤم وجهها ، وقسوة ملامحها ، وبحة صوتها ..
( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون )
فحاسب نفسك قبل أن تحاسب .. وأعلم أن العمر هو فرصتك الوحيدة لدخول الجنة .. فلا تضيعها ..

وأبصر عدوك من صديقك .. ومن الذى يبيع لك الوهم ومن الذى صدق ..
لا تقل سمعت .. وقرأت ..!! ولكن قل فكرت .. وتدبرت .. فلا تبيع عقلك وقلبك لأحد !!

فأن كان طعامك حلال ، ودليلك السُنة والقرآن .. أبصرت ( إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ) ..
وأن كان طعامك حرام ، وديدنُك سماع الكذب والبهتان .. خُذلت ... ( وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون )
..
واعلم أن المعاند سيظل أبد الدهر معاندا ..
لمــــاذا ؟ .. لعدم اذعانه واتباعه للحق ، فأزاغ الله قلبه عن الهدى ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) ..
آيات تلو الآيات ولا يتدبرها إلا أولو الألباب ..
(وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم )
..................عقوبة من جنس أعمالهم ..
...................................(وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون )

( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغيّ يتخذوه سبيلا ) .. لماذا يارب وأنت أرحم الراحمين ؟! .. ( ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ) ..

نسأل الله الســــلامـة .. والعفـــــو والعافيــــة ..


http://pnyadm-soaha.blogspot.com.eg/2015/10/blog-post_82.html#more

الخميس، 10 سبتمبر 2015

" ادخلوا فى السلم كـافـة "


سؤال إفتراضى .. هل إذا تمكن فصيل أو حزب إسلامى من الوصول للحكم وكان بيده السلطة فعليا .. فهل عليه تطبيق الشرع من فوره ، أما التدرج به حتى تطبق الشريعة لاحقا فى جميع شئون الحياة ..؟؟
لاحظ إننا نناقش هنا الشق العلمى من المسألة ، وغير معنيين بالشق السياسى الذى ليس هذا مكانه ...

الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

" والله من ورائهم محيط "


لازال القلب ينبض .. والعقل يفكر .. ورأسى أضعها على الأرض وأسجد
 

لازال لسانى يسبح .. وعينى تدمع .. والقلب عامر ولم يَخُرب
 

لازالت البلابل تغرد .. والسماء تشرق .. والأزهار تميل نحو الأشجار وتضحك

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

" خـيـر الدنيــا والآخـــرة "


( من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والأخرة )
" الشريعة المُنزّهة لم تأتى لصلاح آخرانا فقط بل جاءت لإصلاح دنيانا ومعايشنا فيها أيضا " ،
كلمات بالتأكيد نرددها كثيرا ، فهل تَمَعّنّا فيها وفَهِمنا معناها جيدا ؟!!! ..
لنتناقش ولكن بلغة جديدة نوعا ما .. لغة يفهمها الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم وأفكارهم .. !!

الاثنين، 7 سبتمبر 2015

" سيكولوجية الـكـافـــر "


لـِمَا كـفـر الكـافـــــر .. ؟؟
كفر الكافر لأنه أغترّ بنفسه فلم يرى غيرها .. فحجبته نفسه عن رؤية ربـه !!
وكـيـف آمــن الـمـؤمــن .. ؟؟
آمن المؤمن لأنه عرف قدر ربه ، فقدَّره حق قدره .. وعلم حقيقة نفسه ، فوضعها فى حجمها ..
للكافر سمات وصفات شخصية تختلف اختلافا جذريا عن صفات وسمات المؤمن وشخصيته ، وليس هناك جينات للإيمان أو الكفر ، ولكن أخلاق كل منهما مُحَصِّلَة طبيعية : _
إما لمراقبة المؤمن الدائمة لنفسه مع تهذيبه إياها والتزكية ..
وإما لتفريط الطرف الآخر فى حق نفسه حين تركها للهوي والكسل والدعة .. !!
 

الأحد، 6 سبتمبر 2015

" الـدنـيـا حـلـوة خـضـرة "


الدنيا جميلة .. نعم جميلة .. طالما لديك طول فيها ، وتقف على أرضية صلبة ، ولم يختل توازنك بعد .. فهى جميلة !!
ولكن إياك وحذارى أن تغوص فيها ، أن يفتنك جمالها فيستدرجك لتغوص فيها ..!!
أن يسحبك التيار بعيدا عن شط الأمان فتغرق فيها ؟!!


فإذا تجاوزت الحدود ، أبتلعتك فى جوفها ، وصرت يامسكين تصارع فيها ، دومات من القلق والحيرة .. !!
بعد أن ضربتك عواصف الإبتلاء ، وجذبتك أمواج المصائب نحو الأعماق ، وصرت لا ترى أرضا من سماء ..!!
فكم كنت فى سعة وأنت بعيدا عنها ، حتى ابتلعتك ، فأصبحت فى شقاء وحيرة ...!!

السبت، 5 سبتمبر 2015

" بيت مصرى أصيل"


( يا عم إحنا فى حالنا ملناش دعوة بحد ) ...
همهمة بائسة .. من بيت مصرى أصيل .. يبحر وحيدا .. فى بحر الظلمات يُدعَى الوطن !!!
فلتكن كما تكن .. واحتَرَزَ لنفسك غاية الاحتراز .. ( جنب الحيط فوق الحيط ما تمشيش خالص وخليك فى البيت ) .. ( ومن البيت للشغل ، ومن الشغل للبيت ) فى حالك .. بتجرى على رزق عيالك .. لكن انتبه ؟! ..
ما بيتك الذى تحابى عليه إلا مجرد زورق صغير ؟! نعم زورق صغير .. يبحر وحيدا فى بحر الظلمات يُدعَى الوطن !!! ..


الجمعة، 4 سبتمبر 2015

" الصعود إلى القمة ؟!.. "



الأطفال هم الأطفال ..؟!! .. نشاط .. حيوية .. مغامرات لا للقوالب لا للروتين .. !!

منعنى الفضول من الانصراف لأُتابع هؤلاء الصبية وهم يلهون بصعودهم الدرج الكهربائى عكس الأتجاه ؟؟
ومع استنكار البعض وتعالى أصوات الآخرين بالزجر والتوبيخ ، لا أجد من هؤلاء الصبية إلا مزيدا من المشاغبة والحماسة على بلوغ قمة الدرج ، رغم ارتفاعه الكبير ومشقة الصعود عكس الاتجاه !! ...


الخميس، 3 سبتمبر 2015

" البتر هو الحل ؟!! "


يُخطئ من يظن انه فى حِلّ من الإلتزام بكثير من التكاليف والعبادات ؟! .. فمدام يتعامل مع الناس بالحسنى ويسعى فى رزقه فهو سعة من أمره .. ألتزم فنعمة ، وإن لم يلتزم فهو لم يسرق أو يقتل .. ؟!!

لا تتعجب فهذا هو حال كثير من مسلمى هذا الزمان ؟ّ!! ... شرع ماذا وهو ماشى على الصراط المستقيم ( زى الفل وأخر تمام ) .. لِمَا التشدد والتضيق على خلق الله !!! ...


الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

"ظهر الفساد في البر والبحر"

 
لابد من اعادة النظر فى كثير من الروئ والمفاهيم التى تربينا عليها .. ولابد أن تكون المرجعية لنا جميعا هى شرع الله المنزّل وسُنة رسولنا الكريم ..
ومن أحد تلك التصورات الخاطئة التى تربينا عليها ولازالت أثارها تلازمنا حتى الآن مفاهيمنا عن الصراع فى الكون ، والبقاء للأصلح ، والصراع من أجل البقاء ..
حيث عمد مفكرى الغرب بقصد أو بدون قصد على سحب مايرونه صراعا من أجل البقاء فى مخلوقات الله إلى تعميمه وجعله سُنة الحياة بين البشر ؟!


الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

" الطريق إلى برلين "

 
جميل إن تبدي أوربا ما بقي فيها من روح إنسانية تجاه الفارين من الإبادة في سوريا و العراق و مصر ..
جميل جداا أن يتنافس رياضيوها و إعلاميوها و السياسيين فيها على التقاط صور مع من تخطوا الصعاب و وصلوا إلى نهاية الطريق ..
و جميل جداا أن تسارع الحكومات فيها إلى إصدار التعليمات بضرورة تعجيل عملية احتوائهم اجتماعيا و توظيفهم .
جميل و جميل ..و لكن .

الخميس، 20 أغسطس 2015

" زنــــــا المــحــــارم "

 
الطاغوت .. الديكتاتور .. الطاغية .. أيَّما كان وصفه فلا يمثل حالة فريدة من التاريخ ، بل هو التاريخ الحقيقى لأغلب المجتمعات التى ضلّت عن سبيل الله !!!
فلم يكن هناك ثمة فرعون واحد بل فراعين كثير ، جاءوا من قبله ومن بعده .. وإن تبدلت أسمائهم واختلفت ألسنتهم وبلدانهم فهم فراعنة طواغيت !! ..
 

ولا يزال جدهم الكبير يمثل العلامة الفارقة بكونه الحرامى الأكبر الذى تجرء على سرقة لقب الإله ونسبه لنفسه ، وهو المخلوق من ماءٍ مهين !!

الأربعاء، 19 أغسطس 2015

" اتساع القلوب واشراقها "


عودة إلى عالم القلوب فمنه البداية الصحيحة دائما ، 
-------
العالم ينبض بالحياة من حولنا ويزخر بالكائنات بتنوعاتها ، وأجمل ما فيه تقلب حال المخلوقات ونموها باستطراد نحو النضوج وازدهارها ، 
ولو تابعنا مثلا كيف تبدلت أبداننا من أبدان صغيرة ضعيفة مع مرور الوقت وتقدم السن إلى أجساد يافعة رشيقة ممتلئة بالعضلات والفحولة ،
وكيف كانت عقولنا صغيرة لا تستوعب غير كلمات وجمل قصيرة تحولت بالعلم والتعلّم إلى عقول تبتكر الطائرات والمركبات والكمبيوترات الحديثة !!

كل ذلك يجعلنا نتسائل أين القلوب من كل هذا ؟!..

الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

" فى شريعة الملك السلام "

كم تدمع العين ، ويعتصر صدرى الألم ، و يعجز اللسان عن البيان ؟! ماذا دهاكى يا أمة الإسلام !!
الســلام .. أمل كل انسان ، تشتاق له القلوب والوجدان ، تنشد فيه الدفئ والأمان .. ولكن .. هل هناك حقا على الأرض سلام ؟!!


الاثنين، 17 أغسطس 2015

" مـعـرفــــــــة الله .. "


الجماد كائن يشغل حيزاً ، له طول وعرض ، وارتفاع ووزن ..
نعلم ما الحجم ؟ ..
هناك نقطة ، النقطة ليس لها حجم ، فإذا تحركت شكلت خطًا ، فإذا تحرك الخط شكَّل سطحاً ، فإذا تحرك السطح شكل حجماً..

نقطة ، خط ، سطح ، حجم......
 

الجماد يشكل حجماً ، يعني له طول ، وعرض ، وارتفاع ، ووزن ،
أما النبات ،فيشكل حجماً ، وينمو ،
أما الحيوان فيشغل حيزاً، وينمو ويتحرك
أما الإنسان فيشغل حيزاً ، وينمو ويتحرك ، ويفكر ،
ففي اللحظة التي يعطل فيها الإنسان فكره ، وعقله ،يكون قد انتهت إنسانيته ، وعاد إلى طور البهيمية ..

الأحد، 16 أغسطس 2015

" العبودية فى الغرب "

لازلنا مع التشريع ولم ننتهى من مسائله بعد ...
سنناقش اليوم قضية هى من الأهمية بمكان بحيث لا يمكنّا فصلها عن مسائل التشريع ، وكيف أن التشريع لله وحده وليس لأحد من البشر ؟!!
سنناقش اليوم ونتكلم عن العبودية المعاصرة وتحديدا فى العالم الغربى ، العالم الحرّ ؟!! التى يجهل أمرها ويخفى عن كثير من الناس ..
فهل توجد فى الغرب عبودية حقا ؟!! والغرب وماأدراك ما الغرب ..حرية ، ديمقراطية ، رفاهية ..!!
فإن كانت هناك عبودية فيفترض أن تكون من نصيب الشرق ، بما عهدناه عندنا من إستبداد وتخلف وفقر !!

السبت، 15 أغسطس 2015

( أنتم أعلم بأمر دنياكم )

نحن كمسلمين موحدين نؤمن بأن التشريع لله وحده ، ولا ينبغى لأحد أن ينازعه فيه ( أَلا له الخلق والأَمر ) .. فهو وحده المتفرد بالأمر كتفرده بالخلق ... سبحانه
ولكن قد يتبادر إلى ذهن البعض سؤال ؟! .. لِمَا لم يعطى الملك عزّ وجل حق التشريع للبشر ؟! ألم يختصهم عن سائر المخلوقات بإكتشافاتهم العلمية ومعرفة القواعد الحسابية ، وقوانين الطبيعة من كيمياء وفيزياء وغيرها ؟!!
فما الفرق بين عالم يجتهد ويكتشف قانون الجاذبية مثلا ، وآخر يجتهد فى مجال علوم النفس والاجتماع والاقتصاد، ليضع ما يراه مناسبا بعد ذلك من القواعد والقوانين التشريعية التى تحكم حركة البشر ،وتُسَيّر حياة المجتمعات ؟!!
ألم يقل رسولنا الكريم ( أنتم أعلم بأمر دنياكم ) ...
تساؤل هام وموضوعى بالطبع ، وإجابته ميسرة بمشيئة الله ..


الجمعة، 14 أغسطس 2015

" السلوك البشرى والتشريع "

رغم بديهية المسألة إلا أن الناس أصابهم التشويش واختلفوا فيها أشد الأختلاف ؟!!!
البنى آدم منا ليس كائناً فضائيا معلق فى الفراغ ؟!! بل هو يعيش فى بيئة حياتية يوثر فيها وتؤثر فيه ، وما يحمله من قيم وأفكار ومبادئ هى عند الغالب الأعم أفراز للبيئة التى يحياها ويعيش فيها وتحيط به ، وإلا كان شاذا منبوذا ...
وما تلك التشريعات التى تحكم أى مجتمع ما من المجتمعات ، إلا وسيلة لتوفير بيئة حاضنة لاستمرار تلك القيم والأفكار والمبادئ التى يؤمن بها أفراد المجتمع ، والعمل على الحفاظ عليها وحراستها والترويج لها !!!


الخميس، 13 أغسطس 2015

" الله لا يحـابـى أحــدا !! "

عودة لحديث السنن مرة أخرى :-
( لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضبّ لسلكتموه ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ ) صدق رسول الله صلّ الله عليه وسلم ...
كيف أُستدرجنا للسقوط فى قاع جبّ عميق ، سقطت فيه الأمم السابقة منذ زمن !!
من أرض الخلافة أرض العلم والعلماء ،لأرض التبعية والمهانة منبت الجهل والسفهاء .. !!
تبدل رهيب تجلّى وصفه فى تلك الأية :-
( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار )
من القمة إلى القاع مأساة بطول عمر الأمة ،
من ظهور الدين و حمْل الأمانة ،إلى الخيانة والتنكر للنعمة وسلوك سكة الندامة !!
أربع مراحل رئيسية مرت بها الأمة حتى وصلنا لما نحن فيه الآن ، نُلخصها فيما يلى :-

الأربعاء، 12 أغسطس 2015

"خير أمة أخرجت للناس"

لك أن تتسأل وأنت تقرأ .. كنتم خير أمة أخرجت للناس ؟!!! ..
خير أمة أُخرجت للناس والظلم أضحى فينا جهارا نهارا .. بعدما ملئ البلاد ذلا وصغارا..
وقد عمّ الخراب ديارنا.. والنساء ثكلى ، والصغار حيارى ؟!!!
أنحن ننتمى حقا لخير أمة أُخرجت للناس ؟!!! ..


الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

" ولا يزالون مختلفين "

ولا يزالون مختلفين ....
ولازال للحديث بقية ..ومن أكرمه الله بالتعرّف على شيئ من حكمته فقد نال فضلا عظيما (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)
انشغلنا بنِعم الله تعالى عما خُلقنا من أجله ،من التعرّف عليه بأسمائه وصفاته وتدبر الحكمة فى أمره ..
فكم من الخلق فارقوا الدنيا وذهبوا ،ولم يدركوا عن معنى الحياة شيئا ولِما خُلقوا !!!
( من يُرِدِ الله به خيراً يفقهه في الدين ) حديث ..( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا )


الاثنين، 10 أغسطس 2015

" إنَّ سـعيـكـم لشـتّــى "

ولا يزالون مختلفين ..
هكذا خُلقنا .. فالله أعطانا حرية الاختيار، ولو سلب منا تلك الحرية لما اختلفنا ، فاختلافنا دليل واضح وصريح على تمتعنا بالحرية الكاملة..
( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين )

فالناس ليست دُمَى تتراقص فى مسرح العرائس ،ونسخ متكررة ، بل كل منا كائن له أحاسيس ومشاعر واختيار وإرادة ، واختياره حتما سيدفع ثمنه ،ويتحمل تبعاته ،ويتحدد به مصيره الأبدى عند ربه ..

الأحد، 9 أغسطس 2015

(Transformers)

أن لا يشاركك الآخريين أرائك .. طبيعى فهكذا هى الحياة ..
تلبس ما تشاء ،وتأكل ما تشاء، تحب وتكره ما تشاء ،فالحياة تسعنا جميعا ومليئة بتنوعات مختلفة من الروئ و المشاعر والأفكار ....

وإذا ابتعدت قليلا عن دائرتك الضيقة من بنى جنسك ، ونظرت للكون الفسيح الممتد من حولك ،أينما نظرت ستجد الاختلاف والتنوع فى كل شيئ ،من كائنات ومخلوقات وجمادات تختلف فيما بينها أَيّمَا اختلاف فى الخلْقة والشكل والوظيفة والعمل !!!

السبت، 8 أغسطس 2015

" ويسـلمـوا تـسـليـما "



(لَمَّا أقتنع حلبس الحجاب ) 
كم امتلئت بيوت المسلمين بمثل تلك الكلمات التى يقف أمامها الأب حائرا ، والأخ ثائرا ،والأم مشفقة تُحابى عن بنتها وتسقيها لبن العناد ؟!!! ...
لن نتكلم على فرضية الحجاب ، ولا حكمة تشريعه ،ولا كيف لسلبية الأب وغفلة الأم الدور الأكبر فيما وصلت إليه ابنتهما من عناد !! ..
سنتكلم عن شيئ آخر تماما ؟ سنتكلم بوضوح بكلام قد يفاجئك قليلا..
دعنا نتسأل هل كانت البنت محقةً حقا فى ردها ؟ ولابد من اقتناعها قبل أن ترتدى الحجاب ؟!!! ...

الجمعة، 7 أغسطس 2015

" الارادة الشعبية والواقع "

من يظن الارادة الشعبية هى الشرعية يُخطئ مرتين ، مرة بالواقع وأخرى فى فهمه للدين ؟!!
أما الواقع فواقعنا خير شاهد على فساد تلك النظرة القاصرة لحقيقة السلطة وطرق تحصيلها ..
ولو نظرنا بعيدا هناك سنجد من يقفون وراء تلك الخدعة فى الغرب هم رجال النفوذ والأموال !!!
كيف يُسيطرون ويحكمون وفى الوقت ذاته يخادعون الشعوب ويصورون للمواطن البسيط عندهم بأنه هو من يملك قراره وأنه مصدر السلطات !!!


الخميس، 6 أغسطس 2015

" الــذيـــن نـافـقــــــــــوا "

نعلم أن المنافق الأصلى هو كافر مستتر يتظاهر بإسلامه ، وهذا صنف من المنافقين لن نفصل فيه ولن نتكلم عنه اليوم ..
فما يعنينا حقا ذلك الصنف الذى جاء ذكره دوما فى القرآن الكريم بالذين فى قلوبهم مرض ،
أولئك الذين استُحدِث فى قلوبهم النفاق ( الذين نافقوا ) أى نافقوا بعد إيمان وإن كان ايمانٌ به علة وضعف ..

الأربعاء، 5 أغسطس 2015

" كلما أضاء لهم مشوا فيه "

( ناشدتك بالله , هل سماني لك رسول الله منهم ( أي من المنافقين ) ؟؟ قالَ : لا ولا أُزكّي بعدك أحداً ....)
السؤال كان موجها لصحابى من صحابة رسول الله صلِ الله عليه وسلم حذيفةَ بن اليمان رضي الله عنه ، وكان النبىّ قد اِئتمَنه قبل موته على أسماء سبعة عشر منافقا، أمره إذا توفَّاه الله ألا يُصلي عليهم !!

ولكن ..من السائل يا تُرى؟؟ .. أتدرى حقا من كان السائل ؟!! .. لا تظنه منافقا كان متخفيا وسط صحابة رسول الله يخشى من افتضاح أمره !! بل السائل هو خير صحابة رسول الله صلِ الله عليه وسلم وأكرمهم بعد أبى بكر؛ الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر ؟؟!!!! ....

الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

"لـمـاذا لا نـرى ربـنــا ؟!!"

لـمـاذا لا نــرى ربــنــا ؟!! لماذا حجب عنا عزّ وجلّ رؤيته فى الدنيا ؟!!! لما عُدَّ متعديا مستحقا لأشد العذاب كل من قام بنحت تمثال له أو صورة !!! ..
الإله المُعاين المدرك بالحواس الجسدية مفضل عند أغلب الناس عن إله لاتدركه الأبصار..!!

الاثنين، 3 أغسطس 2015

" الـعـبــادة والتـزكـيـــة "

السؤال ما علاقة الشعائر التعبدية من ( صلاة وزكاة وصيام وحج .. إلخ ) بتزكية النفوس ؟؟
سؤال قد لا يجذب الكثير منا ، فاجابته سهلة و تبدو بديهية .. ، لكن انتظر وتريث قليلا فهناك من المعانى والحكم العظيمة ما تفيض به تلك المسألة التى تبدو فى الظاهر بسيطة !!

الأحد، 2 أغسطس 2015

" قـد أفـلـح مـن زكّــاهــا "

فى نزولنا من الجنة للحياة على الأرض حِكَما كثيرة ، وكلما تدبرنا الآيات وتفقهنا فيها تتكشف لنا أفاق وأبعاد جديدة ، لم ندركها من قبل ولم نكن نعلمها ، تدل على حكمة الله البالغة واعجازه فى خلقه ...

ومن ضمن تلك التفسيرات الجميلة لأحد أسباب تواجدنا على هذا الكوكب نجدها فى قوله عزّ وجلّ :_ ( قد أفلح من زكّاها )
فتزكية النفس سر من أسرار وجودك على هذه الأرض ، ولا تتعجب إذ قلنا نحن هنا كى نؤدب و نُربى !!

السبت، 1 أغسطس 2015

" أرض الـــتـــــيـــــــــــه "

أقصر الطرق دائما للوصول للهدف الطريق المستقيم .. و من علامات صدق العبد وتشوقه لربه سلوكه هذا الطريق فى الوصول إليه .. وكل من حاد عن هذا الطريق أو ضلّ عنه دخل أرض التيه .. ؟!!

التيه .. وما أدراك ما التيه ؟!! .. من دخل التيه دار ويدور فيه ، وليس له مستقر ولا منتهى يصل إليه ..