الجمعة، 2 أكتوبر 2015

" ذلك ما كنت منه تحيد "


لو اتخنقت فى يوم من الشغل ، ما عليك إلا انك تستأذن وتروح ..
 

أو كنت فى مكان ما ومـلّـيـــت منه ، ستتركه فى النهاية وترحل ..
 

حتى لو طهقت من الحوائط كلها والجدران ، من يمنعك من الخروج منها والترجّل ..

لكن سيظل هناك دائما ما لا يمكنك أن تعطيه ظهرك وترحل ..
أمر فى الخلفية يترائى لك كالخيال عن بعد ..
مهما تعاميت عنه أو تجاهلت  ..
سينتظرك دوما فى آخر الطريق مهما تملّصت ..

أمر طلما لم تلفت إليه كثيرا فى مشوار حياتك .. ماذا تفعل عندما تفاجاء بأنه جاثم أمامك ..
عينه فى عينيك  !! قافزا من خلفية المشهد إليك ..
فاتحا ذراعيه .. ليحصرك ويجذبك إليه ..
ويغلق جميع المنافذ من دونك  ويؤصدها عليك ..
ويسدل ستائره فى عز النهار، ويلف الظلام حول عينيك ....
وأنّى لك الفرار بعد كل هذا ، وقد أطبق على رقبتك بكلتا يديه ....!!
( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد .. )

وجوه حزينة .. وعيون ساهرة .. التفوا حول السرير بأصوات متنافرة ..
الحبيب منهم والقريب .. والمشفق بالدعاء والبكاء الشديد ..
تلك ابنتك تتوسل للطبيب .. وأبنك يطالب بالهدوء والتزام الجميع .. ورجال الاسعاف يضعون سريرهم بجوار السرير ....
( وأنتم حينئذ تنظرون .. ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون .. فلولا إن كنتم غير مدينين .. ترجعونها إن كنتم صادقين .. )

 

تلك من أصدق القصص الواقعية .. مسلسل مستمر بلا انقطاع فى تاريخ البشرية ،
لا نقول يحدث كل يوم أو حتى كل ساعة بل يرحل عنا أكثر من 100 نفس كل دقيقة .. !!
بمعنى وأنت تقرأ تلك الكلمات الموجزة ، قد غادر المئات وأنت فى مجلسك ..
وكل دقة تبض بالحياة فى قلبك ، يتوقف أمامها  لبنى آدم واحد على الأقل نبض قلبه..
فحمد الله على العافية ، وكفى بالموت عبرة وموعظة ....