رغم بديهية المسألة إلا أن الناس أصابهم التشويش واختلفوا فيها أشد الأختلاف ؟!!!البنى آدم منا ليس كائناً فضائيا معلق فى الفراغ ؟!! بل هو يعيش فى بيئة حياتية يوثر فيها وتؤثر فيه ، وما يحمله من قيم وأفكار ومبادئ هى عند الغالب الأعم أفراز للبيئة التى يحياها ويعيش فيها وتحيط به ، وإلا كان شاذا منبوذا ...
وما تلك التشريعات التى تحكم أى مجتمع ما من المجتمعات ، إلا وسيلة لتوفير بيئة حاضنة لاستمرار تلك القيم والأفكار والمبادئ التى يؤمن بها أفراد المجتمع ، والعمل على الحفاظ عليها وحراستها والترويج لها !!!
فالمجتمعات الديمقراطية فى الغرب كمثال ؛ بها من التشريعات والقوانين التى تحافظ بها على قيم ومبادئ الحرية بمفهومها الغربى وتروج لها عن طريق إعلامهم ،ولا يسمح البتة بأى قيم أو أفكار مخالفة تناقض منهجهم وأسلوبهم فى الحياة ،
فهى تحارب النازية والفاشية مثلا ،كما انها تحتوى المسلمين لديها وتفرض عليهم الذوبان والتماهى مع القيم الغربية والاندماج !!
وهذا منطقى جدا وكل مجتمع يضع مايراه من القوانين والتشريعات ما يحفظ به كيانه ويعمل على استمرارية وجوده ..
ولكن الغريب هنا عندما نتكلم عن المسلمين والمجتمع الاسلامى ؟!! فالمفترض أن المسلمين يحملون القيم والأفكار والمبادئ التى يؤمنون بها وأكرمهم الله بها فى دينه ،
وهو ما يستلزم بداهةً من التشريعات والقوانين التى تعمل على حراستها والترويج لها وتوفير البيئة المواتية لها للتمدد والانتشار .. ؟!!
ولكن حين يجد المسلم نفسه لا يأمن على كرامته، ولا عقله ،ولا عرضه ،ولا ماله ،ولا دينه ،ثم يقال له أن الشريعة مطبقة بنسبة 90% فهذا استخفاف بالعقول وهُراء ....؟!!
• أين الشريعة وهو لا يأمن على نفسه من المهانة والإذلال فى مجتمع لا كرامة فيه للعبيد يحكم بالحديد والنار ؟!!
• وأين هى من تسفيه العقول وانتشار التفاهة والسطحية وإهمال العلم والعلماء !!
بل زادوا فوق ذلك بأن جعلوا النجومية والقدوة فى لاعبى الكرة والفنانين والفنانات ؟!!
• وأين الشريعة وحفظ الأعراض مع كل ما يفرزه المجتمع من عهر واختلاط وإباحية يروج لها ،وتسن القوانين لحراستها ،ولا تسن لحفظ الأعراض !!!
• وأين هى من حفظ المال وقد قال المولى عزّ جل ( يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا ) والمسلم لا يجد أمامه من يحفظ له ماله إلا أهل الربا والبنوك ،ومحتالى سرقة الأموال فى البورصات !!!
• ثم أين الشريعة من الطعن فى حديث رسولنا الكريم وسب صحابته العظام، بإسلوب ممنهج لا يخفى على من لا يزال فى قلبه بقية إيمان !!!
• ثم أين الزكاة والعدالة الاجتماعية ،وأين هى الاحتياجات الضرورية من توفير الطعام والسكن والوظيفة والأمان !!!!!
ثم يقال لك أن الشريعة مطبقة بنسبة 90% ؟!! ان لم يكن هذا استخفاف بالعقول فكيف يكون الهُراء ....؟!!
هناك عدة مسائل مرتبطة بالشريعة وتطبيقها .. نسأل المولى القدير أن يمنّ علينا بسردها ومناقشتها فى القريب العاجل بإذن الله ...