الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

" فى شريعة الملك السلام "

كم تدمع العين ، ويعتصر صدرى الألم ، و يعجز اللسان عن البيان ؟! ماذا دهاكى يا أمة الإسلام !!
الســلام .. أمل كل انسان ، تشتاق له القلوب والوجدان ، تنشد فيه الدفئ والأمان .. ولكن .. هل هناك حقا على الأرض سلام ؟!!


• بالتأكيد فى التاريخ ماهو أفظع وكم مرت على الأرض أحداث هى أكثر قسوة وبشاعة ، ولكن سرعة تناقل الأخبار وسهولة الحصول عليها وتداولها ، نقلتك من خانة المشاهد ؟! .. فلم تعد بعد الآن مشاهدا بل أصبحت مشارك !!..
فأنت مع الثكلى فى ولهها .. وتشارك الطفلة هلعها .. والوليد صراخه .. والجدة دمعها !!
وأين تذهب وقد تملكتك مشاعر الأب العاجز .. الموت من ورائك والعدو من أمامك .. والدماء تنزف على وقع أقدامك !! فهل هناك حقا على الأرض سلام ؟!!

• هل ثار البركان فجاءة بدون انذارات .. ألم يكن للبركان مقدمات طويلة وإرهصات .. تدل على كوارث ستسقط حتما على رؤوس العباد ..
( نــســـــــوا الله فـنـســــــيـهــم ) ..
نسوا الله .. بالتأكيد .. حين لم ينتفضوا لغياب شريعتهم !!
فنسيهم الله حين انتفضوا لفساد معايشهم ..
فكان لهم الذلّ والصّغار !! (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار )

• أين السلام .. ؟! والسلام بيد مَنّ؟ غير رب الأنام .. ففى شرعه وشرعه وحده السلام .. وجنته هى دار السلام ...
وهو السلام سبحانه ومنه السلام
منه السلام لأنفسنا وذواتنا .. ففى شرعه لا تطغى الروح على الجسد .. ولا فى الشهوة عذاب الروح وهلاك البدن .. بل ترتقى بهما معا الروح والجسد ..

• والشرع يلزمك بحق الزوجة التزامها بحقك ..
وعليك أن تبرّ أباك دوما كما تبرّ ولدك ..
لتسلم فى بيتك وتتصالح مع نفسك ..

• حينها لا تؤذى جارك ،وتَودّه كما تَودّ أرحامك .. تكفل الفقير بمالك ، تمد له يد العون ، وتعامل اليتيم تعاملك لعيالك ..
فأنت فى سلام مجتمعى متصالح مع نفسك ..
( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ؛ يشد بعضه بعضا ) .. حديث
( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد ) .. حديث

• اللهم أنت السلام ومنك السلام
حين ترهب بقوتك أعدائك وتنازلهم .. وفى حكمك العدل والانصاف بين العباد وصلاح معايشهم
تكن قبلة المستضعفين ، وأمان الخائفين ، ودعوة لنشر الدين بعدلك وحسن أخلاقك ..
فأنت فى سلام من عدوك طالما يخافك ..
وفى ذات الوقت متصالح مع نفسك وكيانك ..
(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )

• ورسالة سلام أيضا لعدوك ودعوة للاسلام بتفوقك عليه ونبوغك
( ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا)
أى - من بعض معانيها- فتنة لهم بصدهم عن دين الله لرؤيتهم ما بالمسلمين من ضعف وهوان..فقالوا لو كان هؤلاء على خير ماكان حالهم كذلك ...

• اللهم أنت السلام ومنك السلام
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم ..
فالمسلم فى شرع الله متصالح مع نفسه ، متصالح مع أسرته ومجتمعه ، متصالح مع بيئته وتربته ، متصالح مع سائر الكائنات بإحسانه ورحمته ..
( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض )

• حينها ينتقل العباد من عبادتهم الفردية إلى مجتمع تظلّه الشريعة يدين لله بالعبودية ..
متماسك الأركان ،شديد البنيان ..
بلغ الغاية من خلقه ،باستحقاقه خلافة الأرض ، دون عن سائر الخلق ..
يباهى بهم الرحمن فى الملاء الأعلى حملة عرشه ..

• ففضل المجتمع المسلم الملتزم عن العابد .. كفضل العابد عن أصغر خلية فى جسمه لا تَفْتر عن التسبيح طيلة حياته ...
فالخلية خلية .. والانسان انسان .. والمجتمع المسلم درة الخلق بهاء الأكوان..

اللهم ائذن لشرعك ان يسود ،ودينك أن يعود ،ولكتابك أن يحكم .. اللهم آمين