لـِمَا كـفـر الكـافـــــر .. ؟؟
كفر الكافر لأنه أغترّ بنفسه فلم يرى غيرها .. فحجبته نفسه عن رؤية ربـه !!
وكـيـف آمــن الـمـؤمــن .. ؟؟
آمن المؤمن لأنه عرف قدر ربه ، فقدَّره حق قدره .. وعلم حقيقة نفسه ، فوضعها فى حجمها .. للكافر سمات وصفات شخصية تختلف اختلافا جذريا عن صفات وسمات المؤمن وشخصيته ، وليس هناك جينات للإيمان أو الكفر ، ولكن أخلاق كل منهما مُحَصِّلَة طبيعية : _
إما لمراقبة المؤمن الدائمة لنفسه مع تهذيبه إياها والتزكية ..
وإما لتفريط الطرف الآخر فى حق نفسه حين تركها للهوي والكسل والدعة .. !!
فليس معنى اننا ولدنا بطباع فطرية مختلفة ، اختلفت حظوظنا فيها كاختلاف حظوظنا فى غيرها من الذكاء والصحة واللون والشكل .. إلخ ، اننا لانستطيع تغييير سلوكنا أو طبعنا ،
( الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ) .. حديث شريف فالطبع يأتى بالتطبع والخُلُق بالتخلّق ، والنفس البشرية طيّعة وقابلة للتشكل والتغيير لأقصى الحدود ..
( ونفس وما سواها .. فألهمها فجورها وتقواها .. قد أفلح من زكاها .. وقد خاب من دساها )
وكم من الناس من كان مجرما شقيا ، وبعد إلتزامه وتدينه ، تبدل حاله ليصبح خَلوقا تقيّا .. !! فنفوسنا كالبناء هناك من يتعهدها ويزيّن جدرانها كالقصور ، وأخريين لا يجيدون فى دنياهم إلا التغبير وحفر القبور ..!!
فما هى إذا الصفات والأخلاق لدى الكفار التى تختلف اختلافا جذريا عن أخلاق وسمات المؤمنين .. هذا ما سنحاول التعرف عليه معا بإذن الله : _
-----
-----
* للدنيا إقبال وإدبار .. فحين تقبل الدنيا على الكافر ينسب الفضل لنفسه ( قال إنما أوتيته على علم عندي )
وحين تتولى مدبرة عنه ( وإن مسه الشر فيئوس قنوط )
فهو مع الدنيا مابين الغرور والقنوط .. أما المؤمن فأمره مع الدنيا كله خير فهو صبّار شكور
( إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له ) .. حديث شريف ..
* ومع شكر المؤمن ومعرفته بنعمّ ربه عليه ، نجد فى المقابل جحود ونكران الكافر لأنعم ربه عليه .. !! فهو يعتبرها حق مكتسب له ، وتراه دائم الشكوى على ما فاته منها ، وأن مثله يستحق أكثر مما لديه ، ويحسد غيره على ما فُضل به عليه ، ويعدد المصائب فهو لربه دائما لكنود ( إن الإنسان لربه لكنود ) ..
* وما كانت تلك الغفلة عما أنعم الله به عليه إلا لغفلته عن لقاء ربه ، واستحبابه للحياة الدنيا ، وركونه إليها ( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون .. أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون )
وله كل الشقاء والضيق النفسى كذلك فى الدنيا ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )
وعلى النقيض نجد من هم أهلا لأنعم الله بدوام ذكره ، واستشعار إحسانه وفضله ، وقد أذاقهم المولى عزّ وجل حلاوة الرضا ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى )
* فهم القانعين بما آتاهم ربهم ، حريصين أشد الحرص على ثواب الآخرة والعمل لها ( ورزق ربك خير وأبقى )
والكافر شديد الحرص على الدنيا ومتاعها ( إن الإنسان خلق هلوعا ) ولا يصبر على فواته شيئا منها ( وإنه لحب الخير لشديد ) ..
* شحيح ومع حرصه الشديد على الدنيا يضنّ بما لديه ( وإذا مسه الخير منوعا )
ولو بسط الله له الرزق لبغى وتكبّر ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض )
وإن بذل الخير يوما لغيره فهو إرضاءً لهواه لا لربه ، فهواه الذى يعطى ويمنع وهو الآمر الناهى ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه )
* كما أن فى أعماق الكافر ذلّ دفين مهما تَرَفَّلَ فى نعيم الدنيا و تَدَثَّرَ بالحرير (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ )
وعلى النقيض من هذا نجد كرامة المؤمن وعزته ، ولو أوصدوا عليه الأبواب وغلّوا يديه بالحديد ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) ..
-----
-----
أخيرا قد يكون المسلم فيه خصلة من خصال الكفار من الحرص على الدنيا ، أو البخل ، أو الكنود وكثرة الشكوى.. إلخ
وهذا لا يليق أبدا بمن رضى بالله ربا وبمحمد صل الله عليه وسلم رسولا ونبيا ، وعليه بسرعة التوبة والاستغفار ، وتزكية نفسه بالتخلص من تلك الصفات الذميمة وأدرانها ..
( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )
نسأل الله تزكية النفس والأخلاق الحميدة وحسن الخاتمة ...

