
عودة إلى عالم القلوب فمنه البداية الصحيحة دائما ،
-------
•
العالم ينبض بالحياة من حولنا ويزخر بالكائنات بتنوعاتها ، وأجمل ما فيه
تقلب حال المخلوقات ونموها باستطراد نحو النضوج وازدهارها ،
ولو تابعنا
مثلا كيف تبدلت أبداننا من أبدان صغيرة ضعيفة مع مرور الوقت وتقدم السن
إلى أجساد يافعة رشيقة ممتلئة بالعضلات والفحولة ،
وكيف كانت عقولنا
صغيرة لا تستوعب غير كلمات وجمل قصيرة تحولت بالعلم والتعلّم إلى عقول
تبتكر الطائرات والمركبات والكمبيوترات الحديثة !!
كل ذلك يجعلنا نتسائل أين القلوب من كل هذا ؟!..
القلوب التى تُعد من أشرف مخلوقات الله كقلوب الصالحين والأتقياء ، أين هى من عمليات النضوج و النمو والازدهار كبقية المخلوقات ، وكيف نرى أثر ذلك فى سلوكها ؟! ..
• القلوب تتسع وتشرق وتنمو باستطراد طالما توفّر
لها غذائها .. فإن كان الطعام هو غذاء الأبدان ، والعلم والتعلّم غذاء
العقول حتى تنضج وتستمر فى نموها ،
فمحبة الله هى غذاء القلوب وهى المحبة النافعة القائمة على العلم والمعرفة ، التى تُشرق لها القلوب وتزيد فى اتساعها ، وتتفجر لها ينابيع الحكمة والبصيرة ، بفيض من الخير والاحسان بلا مقابل على من حولها ..
ويظل الفارق جوهريا بين القلوب وما سواها ، فالأبدان والعقول تهرم وتبلى ، بينما يظلّ قلبك مسافرا من دار الدنيا إلى القبر إلى ملاقاة ربك والدار الآخرة ، حاملا معه المحبة والحكمة التى اكتسبتها !!!
فمحبة الله هى غذاء القلوب وهى المحبة النافعة القائمة على العلم والمعرفة ، التى تُشرق لها القلوب وتزيد فى اتساعها ، وتتفجر لها ينابيع الحكمة والبصيرة ، بفيض من الخير والاحسان بلا مقابل على من حولها ..
ويظل الفارق جوهريا بين القلوب وما سواها ، فالأبدان والعقول تهرم وتبلى ، بينما يظلّ قلبك مسافرا من دار الدنيا إلى القبر إلى ملاقاة ربك والدار الآخرة ، حاملا معه المحبة والحكمة التى اكتسبتها !!!
• فمن كان فى قلبه اشراقا واتساعا سيلاقى ربه بذاك القلب ،ويصبح قلبه ملائما ومؤهلا فى اتساعه للتمتع بنعيم الجنة ورؤية وجه الرحمن فى دار الخلد ...( اللهم لا تحرمنا ) ..
• ومن لم يتسع صدره وضاق عليه قلبه نتيجة غفلته عن رعايته والقيام على تغذيته بما ينفعه فى دار الدنيا ، لم يكن قلبه مؤهلا بضموره وانكماشه ولا ملائما للنعيم فى دار الخلد ، بل على العكس تماما كان مستحقا للطرد من رحمة الله ، ومحلا لتنزّل العذاب والشقاء فيه ..
( ومن يرد أن يضلّه يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء )
فهو فى ضيق وشقاء دنيا وآخرة لم يحصّل شيئا من الحكمة أو المحبة النافعة !!
• وهنا قد يتسائل البعض لِمَا كانت محبة الله دون سواها هى المحبة النافعة اللازمة لاتساع القلوب واشراقها ؟!!
للإجابة على هذا السؤال لابد أولا من تتبع ومراقبة أثر محبة نعيم الدنيا وزخرفها على القلوب ،
ففى حركة الانسان الدائمة فى الدنيا نحو مايحبه وتجنب ما يخافه ويكره _ ( حارث همّام ) دائم الحركة ورغباته لا تنقطع _ تكون القلوب فى اشتياق وتلهف للحصول على ما تريد ؟!
بفرحة تتسع لها الصدور تزداد مع مرور الوقت كلما اقتربت من الفوز بما تريد ،
إلى ان تحصل عليه ،
ومن ثَمَّ يبدأ الفتور وتخبو الفرحة رويدا ، رويدا ولا يظلّ الصدر كما كان من قبل متسعا ، ولا الاحساس بالسعادة مستقرا وفى خط مستقيم !!
فمشاعرك وأحاسيسك وتحركاتك نحو ما تحبه فى الدنيا عبارة عن تموجات ومنحنيات تبدأ من عند الرغبة والهوى ، إلى قمة منحنى السعادة فى الوصول والفوز بما تريده ، من ثَمَّ الفتور والانحسار والتلاشى .. !!
كموج البحر الهادر تدفقات متتالية من المشاعر والأحاسيس صعودا وهبوطا لِكَمّ هائل من المحبوبات والنعمّ التى تزخر وتمتلئ بها الدنيا ، يتسع لها صدرك ويضيق تبعا لموقعك منها قربا أو بعدا ،
وتخبو الفرحة دائما فى الصدور سواء بمجرد حصولك عليها ، أو خيبة أملك مع ضيق الصدر لتعذر الحصول عليها ، أو اصابتك بمكروه أو أذى يكدر عليك فرحُك !!! ..
• فكأن قلبك هكذا أصبح كالبالون ، أن انتفخ فرحا بسعيه وراء ملذات الدنيا ، ما يلبث أن يتراجع منكمشا و تُفَرّغ منه فرحته ،
مرة بفتوره لسرعة تحقق أحلامه على الأرض ، وأخرى بخيبته فى تأخر أو عدم تحقيقها !!!!
ولا يخفى على أحد أن ( النفْخ والتفريغ ) لايمت لعملية النمو والازدهار
بصلة ، التى لابد لها لكى تتم من تمدد المحبة والرضا داخل القلوب باستطراد
تنشرح معها الصدور وتتسع ...
وهذا لا يتأتى إلا بمحبة الله ومعرفته ..
• فكلما تعرفت على ربك ودنوت منه ، بدا لك كم أنت بعيد .. بعيد عنه ،
فتزداد له شوقا ومحبة وتُقبل عليه أكثر ، وكلما أقتربت زاد قلبك امتلاءً بالسعادة والفرحة ،
فينمو قلبك ، وتتسع لمحبته دوما صدرك ، إلى أن تلاقى فى الآخرة ربك ،
ويهون فى سبيل ذلك الكثير من المعوقات والعقبات التى فى حبه تصبر عليها ولا تكدّر أبدا صفوك وانشراح صدرك ..
وهذا لا يتأتى إلا بمحبة الله ومعرفته ..
• فكلما تعرفت على ربك ودنوت منه ، بدا لك كم أنت بعيد .. بعيد عنه ،
فتزداد له شوقا ومحبة وتُقبل عليه أكثر ، وكلما أقتربت زاد قلبك امتلاءً بالسعادة والفرحة ،
فينمو قلبك ، وتتسع لمحبته دوما صدرك ، إلى أن تلاقى فى الآخرة ربك ،
ويهون فى سبيل ذلك الكثير من المعوقات والعقبات التى فى حبه تصبر عليها ولا تكدّر أبدا صفوك وانشراح صدرك ..
كما أن أمَلَك فى النعيم المقيم الذى أدخره لك ربك فى الآخرة .. لا يفتُر بتقدم السن أو يصيبك الإحباط نتيجة عجزك أو هرمك كما هو حال الذين يؤمّلون فى متاع الدنيا ،
بل كلما شاخ جسدك وهرم ، أشرق قلبك واتسع ، لقرب دنو أجلك وأقترابك من تحقيق أملك ..
( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ) .. حديث
نسأل الله أن يرزقنا محبته ويصبغ على قلوبنا السعادة والرضا ...آمــيـــن