السبت، 3 أكتوبر 2015

" جنة الأرض أم جنة السماء "


كيف ينظر الغرب للعالم الاسلامى ؟ .. الغرب المتحضر وكيف ينظر إلينا و إلى انتشار الجهل والفقر بيننا وتخلّفنا ..
 

يقول أحدهم مفتونا بتقدمهم الحضارى ومتهكما علينا :_ لما تأتون إلينا .. لما تريدوا أن تشاركونا جنتنا .. أليس جنتكم فى السماء ؟ فلما جئتم تبحثون عنها اليوم عندنا فى الغرب ؟!! ...

نستغفر الله مما يقولون ..وتعالى عما يفترون .. ونبرأ إلى الله من أناس من بنى جلدتنا جعلونا فتنة لقوم لا يعقلون !! ..
( ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا ) .. فبضعفنا وهواننا على الناس أسأنا للأمانة التى نحملها ، وصدّناهم عن سبيل الله ..

يتكلم المفتون عن جنتهم وأى جنة يتحدث عنها وهو عبد آبق ضلّ الطريق وانحرف عن سبيل الله ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )
نعم معيشة ضنكا وإن تنعمت أجسادهم ، وعلت ضحكاتهم ، وظلوا يغنون ويرقصون ليل نهار ..!!

لن نتكلم عن احصائيات فهى فى ازدياد فى عالم يئن تحت سطوة البطالة والجريمة والمخدرات .. أين التنعّم وهم مابين اكتئاب .. وجنون .. وانتحار ..!! انظر لافلامهم الآن فهى تجسيدا حيا لكل ما نقول ..!!

ثم من أين لهم هذا التنعّم الذى يترفلون فيه بأجسادهم ؟! .. أليس كبرائهم هم من نهبوا ثروات وخيرات المسلمين قديما وحديثا .. وهم السبب الرئيسى فى إفقارنا ، ورعاية منظومة الفساد ، وزرع العملاء وتسلّطهم علينا !! ..

انظر لأموال البترول _ الذهب الأسود _ أين تذهب .. وأين يذهب ريعُها .. وكيف يدعّم الدولار حتى الآن ليظلّ على عرش العملات بحصر تسعير برميل البترول به ، على الرغم ان بلاد المسلمين هى الأكثر انتاجا للبترول فى العالم ...

ثم أين جنتهم من مرض السرطان وباء العصر .. أو من الأيدز أو الزهايمر وأمراض الشيخوخة وغيرها .. وتطالعنا النشرات العلمية فى آخر الأخبار بظهور جيل جديد من الميكروبات لا تؤثر فيه المضادات الحيوية ، بمعنى ان فى حال انتشاره وخروجه عن السيطرة ، انهيار منظومة الطب الحديث كلها بأدويتها وعملياتها الجراحية وطرق العلاج ، التى هى أحد الأعمدة الرئيسية لتقدمهم الحضارى .. !!

وهل هناك جنة على الأرض حقا فى وجود الموت ؟ .. أليس مجرد التفكير فيه والخوف منه يعكر صفوهم ويصيبهم مهما علوا بالاحباط والاكتئاب ..

لندعهم وجنتهم التى نحن أولى بإقامتها على الأرض منهم ان كنا حقا مؤمنين ، ولنتكلم قليلا عن جنة السماء التى خصها الله لأهل طاعته ورضوانه ، حيث لا يوجد هناك لا همّ ولا غمّ ، ولا موت ولا حزن :_

قد يقصر فهم البعض لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم ( ما لا عين رأت .. ) ويظن انها من جنس مايراه الآن فى عصرنا الحديث من سيارات ، وطائرات ، وسفن فضاء ، وغواصات .. إلخ
ولكن المعنى فى حقيقته يتخطى هذا بكثير ، كما نرى فى تكملة حديثه الشريف ( ولا خطر على قلب بشر ) .....

فنحن كبشر لا نرى من ألوان الطيف مثلا إلا سبع ألوان رئيسية ، وما فوق البنفسجية وتحت الحمراء ألوان لا يعلمها إلا الله ، وقد ترى بعضها بعض الحيونات .. أليس هذا من ضمن ( ما لا عين رأت .. )

كما أن فى حياتنا الدنيا لا نستمع من الأصوات التى تطربنا وتشجينا ، إلا نطاق ضيق جدا من الموجات الصوتية ، أما باقى الترددات القصيرة والطويلة فنحن فى غفلة تامة عنها ، وتسمع بعضها أيضا بعض الحيوانات .. أليس هذا يدخل فى مضمون ( ولا أذن سمعت .. )

وكم من الروائح خارج نطاق حواسنا .. وكيف هى حاسة التذوق لدينا التى تقتصر فقط فى طبيعة عملها على المر والحامض والمالح والحلو .. أو أحاسيسنا القاصرة بملمس الأشياء ، أو سائر الحواس التى لا نمتلكها وتدخل تحت مسمى ( ولا خطر على قلب بشر ) .....

ثم إن مشاعر السعادة وأحاسيسها تبدأ من أول التمنى والاشتهاء فى عالم الخواطر والخيال حتى تحقيق أحلامنا فعليا على أرض الواقع .. وكلما قصر الزمن والمسافة ما بين الخواطر والخيال وبين الواقع إزدادنا سرورا وسعادة .. !! ..
وهذا يفسر لنا كيف ان كثير من الناس هجروا المسلسلات والأفلام فى التلفاز إلى النت والكومبيوتر ،
فمن الاستسلام لخيال محض أمام التلفاز يفرض عليك وأنت جالس ، إلى خيال تختاره وتتفاعل معه سريعا فى عالمك الافتراضى على النت والكومبيوتر ، لتصبح معه أكثر سرورا وسعادة ...!!

ولكن أنّى كل هذا من خيال قد تطابق تماما مع الواقع ؟! خيال تعيشه كواقع !! .. تشتهى شيئ تجده ماثلا أمامك .. تتفاعل معه بكل مشاعرك وحواسك وكيانك .. لا تملّ منه لانتقالك منه لشهوة آخرى أشهى وألذ ..
لا يؤذيك منه ريح .. ولا يمتلئ لك منه بطن .. ولا يقطعك عنه وقت ..!!
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة والجنة يارب ...

• ثم نأتى لقمة التنعّم والاستمتاع التى لا يجاريها نعمة ولا منّة .. ونسأل الله تعالى أن نكون من أهلها .. حيث التنعّم برؤية وجه الحنّان المنّان ..
خالق الجمال مبدع الأكوان .. كامل الأوصاف ذو الجلال والإكرام

هو الكـافـــى فهل تفتقر الحواس فى معيّته لشيئ ..
لولا احتجابه عنا فى الحياة الدنيا ما أكلنا ولا شربنا ولا قمنا بفعل أى شيئ ..
فرؤيته تغنينا عن أى شيئ ..

خرّ الجبل لكبرياءه .. وسجد الكون لعزّته وجلاله .. وأشرقت الحياة لنور وجه الكريم ..
ســـبـحـانـه ..

اللهم نسألك الرضا وحسن الخاتمة ....