( يا عم إحنا فى حالنا ملناش دعوة بحد ) ...
همهمة بائسة .. من بيت مصرى أصيل .. يبحر وحيدا .. فى بحر الظلمات يُدعَى الوطن !!!
فلتكن كما تكن .. واحتَرَزَ لنفسك غاية الاحتراز .. ( جنب الحيط فوق الحيط ما تمشيش خالص وخليك فى البيت ) .. ( ومن البيت للشغل ، ومن الشغل للبيت ) فى حالك .. بتجرى على رزق عيالك .. لكن انتبه ؟! ..
ما بيتك الذى تحابى عليه إلا مجرد زورق صغير ؟! نعم زورق صغير .. يبحر وحيدا فى بحر الظلمات يُدعَى الوطن !!! ..
أكثر المتنبئين صدقا العاملين بالأرصاد الجوية .. و بالطبع صدق تنبؤاتهم لا ترجع لعمليات السحر والشعوذة ، بل أساسها العلم والعمليات الحسابية .. .. نقطة ومن أول السطر فلنكن كعاملى الأرصاد الجوية ؟!
حين تزلزل الأرض فى الشام ، وتثور البراكين فى اليمن والعراق ، وتهب الأعاصير من ليبيا والسودان ... حتما ( إلا أن يشاء الله غير ذلك ) سيأتى تسونامى رهيب ليبتلع أمامه كل شيئ بما فيه قاربك الصغير .. ليس تنبوءً بل عملية حسابية !! .. ( نسأل الله السلامة )
لا تقل ( قدر مكتوب .. أيه اللى بأيدينا نعمله .. نصيبنا كده ) فالله عزّ وجل يزجرُك ويعطيك درسا ثقيلا ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أَنَّى هذا قل هو من عند أنفسكم ) ..
هو من عند أنفسنا وبأيدينا ، وما جناه أباءنا وأجدادنا علينا .. ؟!!
كنا كبوارج الشامخات نجوب المحيطات والبحار ، تهابنا الأعداء ، ويلوذ بنا الضعفاء والفقراء ..
كنا كذلك حين اعتصمنا بحبل الله المتين (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم )
حتى انفرط عقدنا ، بتنافسنا على الدنيا وتفريطنا فى شرعنا ..
" والله ما الفقر أخاف عليكم ولكن أخاف عليكم أن تبسط عليكم الدنيا ، كما بسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، فتهلككم كما أهلكتهم ".. حديث شريف
فتعالت النعرات هذا مصرى ، وهذا عراقى ، وهذا سودانى !! وكلٌ أخذ من جسم السفينة الأم ينحت مركبا لأهله وعشيرته .. !!
( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )
وأضحت البارجة الشامخة سفنا متنافرة ، كلٌ يسير على حدى ؟! ..
هل أنتهى الأمر بنا كذلك ؟! .. بل تمادينا فى الجفاء لديننا والتنكر لشرعنا ، لنتباعد أكثر .. فأكثر ، والسفينة الواحدة تُنحت منها سفنا وزوارق أصغر .. فأصغر !!!
تعادى من حولك ، وتقطع رحمك ، وتنكفى على عيالك ونفسك .. فماذا تنتظر بعد أن أصبحت وحيدا فى زورق صغير ؟!!! نسأل الله أن يعافينا ويردنا إليه ردا جميلا ...

