الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

"ظهر الفساد في البر والبحر"

 
لابد من اعادة النظر فى كثير من الروئ والمفاهيم التى تربينا عليها .. ولابد أن تكون المرجعية لنا جميعا هى شرع الله المنزّل وسُنة رسولنا الكريم ..
ومن أحد تلك التصورات الخاطئة التى تربينا عليها ولازالت أثارها تلازمنا حتى الآن مفاهيمنا عن الصراع فى الكون ، والبقاء للأصلح ، والصراع من أجل البقاء ..
حيث عمد مفكرى الغرب بقصد أو بدون قصد على سحب مايرونه صراعا من أجل البقاء فى مخلوقات الله إلى تعميمه وجعله سُنة الحياة بين البشر ؟!


بداية من صراع المرأة مع الرجل لانتزاع الحقوق .. إلى صراع الرجل مع أقرانه لاقتناص فرص العمل .. إلى الصراع بين طبقات المجتمع المختلفة ، ومابين الأغنياء والفقراء ، وما بين الدول وبعضها لاستحواذ على الموارد والثروات !!!
هذا المفهوم الذى يختزل حركة البشر والمجتمعات فى الصراع ، جاء الاسلام منذ 14 قرنا من الزمان لينسفه من جذوره نسفا ويحصره فقط فى سُنة التدافع ما بين الحق والباطل ؟!

ففى شرع الله التكافل والتكامل لا الاستحواذ والتناحر !! .. فليس فى شرع الله مشكلة بين الرجل والمرأة (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) .. (وجعل بينكم مودة ورحمة)
 

وليس هناك مشكلة بين طبقات المجتمع المختلفة بفقراءه وأغنياءه (ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ) فلكل منهم دور ووظيفة يؤديها ، كما حارب الاسلام الفقر بأن جعل هناك دورة للمال (فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم ) .. حديث شريف
 

وليس هناك بين الدول أيضا إلا علاقات التعاون والتكامل (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وما جعل الجهاد إلا لدفع صولة الباطل ، وتحجيمه ، وأعلاء كلمة الحق ، لينعم الجميع جميع الخلق بلا استثناء باختلاف مِلَلِهِمْ وَنِحَلهمْ بشرع الله المنزّه عن كل نقص ، وليعيشوا فى كنفه كما عاش أسلافهم من قبل فى سلام ووئام ..
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فديننا رسالة سلام لشعوب العالم أجمع له قوة تحميه ، وتنشر دعوته ، وتثبت أركانه ، وتردع الطغاة والظالمين ..


انظروا كيف فعل الانسان بالأرض حين حاد عن شرع الله ؟! .. هذا التوازن الفريد الذى أخلَّ به حين تمرد وطغى وحكَّم هواه !! ..
(إنه كان ظلوما جهولا)
صرنا كمن يعزف منفردا بلحن نشاز عن اوركسترا الخلق .. تلك المخلوقات التى تملئ ما بين السماء والأرض كم هم أبدعوا حين التزموا بشرع الملك فى عزف لحن الحياة ..
لكل منهم دورا يلعبه ، ووظيفة لا يحيد عنها ، فى حقيقتها تسخير وتكامل لا صراع وتناحر كما تبدو لنا ،حتى تستمر الحياة .. ( لو اعتبرنا الأسد فى صراع وجودى مع الغزال للحصول على الغذاء ، فأنت فى صراع دائم مع الفاكهة والخضروات على مائدة الغذاء )


وكم أجرمنا فى عمارة الأرض وشوهنا بُنيانها حين نبذنا شرع ربنا وراء ظهورنا وتطاولنا فى البنيان !!
(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)
غابات أُبيدت .. أنهار تسممت .. هواء ملوث نتج عنه احتباس حرارى يهدد الجميع بالفناء !!
الرحمان وضع الميزان (والسماء رفعها ووضع الميزان.. ألا تطغوا في الميزان) وبنو الانسان حين حادوا عن شرع ربهم أخلَّوا بالميزان ..


اللهم أنت أعلم بحالنا وغنى عن سؤالنا ، ائذن لشرعك أن يعود ، ولدينك أن يسود ، وأن ننعم فى كنفه بالأمن والسلام ..

http://pnyadm-hkm.blogspot.com.eg/