نحن كمسلمين موحدين نؤمن بأن التشريع لله وحده ، ولا ينبغى لأحد أن
ينازعه فيه ( أَلا له الخلق والأَمر ) .. فهو وحده المتفرد بالأمر كتفرده
بالخلق ... سبحانه
ولكن قد يتبادر إلى ذهن البعض سؤال ؟! .. لِمَا لم يعطى الملك عزّ وجل حق التشريع للبشر ؟! ألم يختصهم عن سائر المخلوقات بإكتشافاتهم العلمية ومعرفة القواعد الحسابية ، وقوانين الطبيعة من كيمياء وفيزياء وغيرها ؟!!
فما الفرق بين عالم يجتهد ويكتشف قانون الجاذبية مثلا ، وآخر يجتهد فى مجال علوم النفس والاجتماع والاقتصاد، ليضع ما يراه مناسبا بعد ذلك من القواعد والقوانين التشريعية التى تحكم حركة البشر ،وتُسَيّر حياة المجتمعات ؟!!
ألم يقل رسولنا الكريم ( أنتم أعلم بأمر دنياكم ) ...
تساؤل هام وموضوعى بالطبع ، وإجابته ميسرة بمشيئة الله ..
بداية قانون الجاذبية الذى اكتشفه نيوتن منذ مائتى عام تقريبا هو نفسه الذى نتعامل به الآن ، سواء هنا فى مصر أو فى الصين أو أى مكان كان ، كما انه كذلك هو القانون الذى يحكم حركة الأشياء قبل ان يكتشفه نيوتن بمليارات السنين ...!!! فهل كان للقوانين والتشريعات التى وضعها البشر لتَسيّر أمورهم مثل ذلك ؟!!!
هل اتفق بلدان متجاوران على تشريع واحد يحتكمون إليه ، أليس ما تحلّه الرأسمالية تحرمه الشيوعية ، وما هو طبيعى ومباح فى الغرب مجرّم ويعاقب عليه القانون فى الشرق ، وان الحدود مابين الدول ماهى إلا نتيجة طبيعية لاختلاف طرق الحكم وأصول التشريعات !!!
بالطبع نحن نعلم أن القيم الانسانية واحدة لا تتبدل ولا تتغيير مثلها مثل سائر قوانين الطبيعة والحياة .. فمفاهيم العدل والخير والاحسان واحدة لاتتغيير بتغير الزمان والمكان ، كما أيضا معانى الظلم والبغىّ والإثم ثابتة لم تختفى على مر التاريخ ؟!! فما الذى حدث إذا ..وجعل من التشريع باب للتفرق والاختلاف ؟!!!!
الإجابة تكمن هاهنا ، بداخلك ، حيث يقبع هـــواك ؟!!
حين يطغى الهوى ويتفلت من عقال الشرع ،لا منطق يحركه ، ولا فكر يحكمه ، ويرتع فى فضاء اللامقبول بغير أى التزام ؟!!!
فالمنطق والعقل ينقلك من النقطة ( أ ) إلى النقطة ( ب ) ... أما الهوى فيجول بك فى أى مكان شاء !!!!
أين العقل والمنطق فى عدم تجريم الخمر عند الغرب مثلا ، رغم معرفتهم التامة بخطورته على الصحة العامة ومدى المشاكل التى يجنيها السكران على نفسه والآخريين ؟!
بدليل تجريمهم لشرب الخمر أثناء القيادة ،وتجريمهم كذلك للمخدرات التى هى أيضا من المسكرات ؟!!!
فالإثم واحد عند كل الشعوب وعلى مر الزمان ، تستقبحه الفطر السليمة ويُعلم ضرره بالمنطق والعقل جيدا ، ولكن أنّى لهم ذلك مع فوران الشهوة و طغيان الهوى ؟!!!
فعدم تتدخل الهوى فى القواعد الحسابية وقوانين الكيمياء والفيزياء ،يرجع فى أساسه للمصلحة المتحققة فى تطبيقاتها العلمية والتقنية التى يرتع معها الهوى كيفما شاء !!!
ولكن حين نأتى للقوانين التى تحكم جنوح الهوى وتحد من فوران الشهوات ،وهذا حلال وهذا حرام ..!! يُسارع الهوى فى نبذها ،والتفلت منها ،ويجلس على منصة القضاء مُدعيا الحكمة وهو يشرع ما يحلو للهواه ؟؟!!!
لماذا لابد أن يكون الشرع مُنَزَّل ،وليس لإحد أيّا كان حق التشريع من دون الله ، الكلام فيه يطول ولم ننتهى منه بعد ، وندعو الله أن يعيننا على تكملة الحديث فيه قريبا بإذن الله ..
وقبل نهاية حديثنا اليوم نعقب سريعا على حديث الرسول صلّ الله عليه وسلم ( أنتم أعلم بأمر دنياكم ) ..
فمعناه ببساطة أن المزارع أعلم بزراعته ،والنجار أعلم بحرفته ،والمهندس بمهنته .. الخ ، وليس كما يَرمى العلمانيون بأحقيتهم فى التشريع من دون الله ؟!!!
فالحلال والحرام ،وما يجوز وما يجرم ،حق أصيل لله ، بلّغَه لرسوله الذى هو أعلم الخلق بشرع الله ....
( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ) ...
نسأل الله لنا ولكم الهداية ، ودوام التوفيق والسداد ...
ولكن قد يتبادر إلى ذهن البعض سؤال ؟! .. لِمَا لم يعطى الملك عزّ وجل حق التشريع للبشر ؟! ألم يختصهم عن سائر المخلوقات بإكتشافاتهم العلمية ومعرفة القواعد الحسابية ، وقوانين الطبيعة من كيمياء وفيزياء وغيرها ؟!!
فما الفرق بين عالم يجتهد ويكتشف قانون الجاذبية مثلا ، وآخر يجتهد فى مجال علوم النفس والاجتماع والاقتصاد، ليضع ما يراه مناسبا بعد ذلك من القواعد والقوانين التشريعية التى تحكم حركة البشر ،وتُسَيّر حياة المجتمعات ؟!!
ألم يقل رسولنا الكريم ( أنتم أعلم بأمر دنياكم ) ...
تساؤل هام وموضوعى بالطبع ، وإجابته ميسرة بمشيئة الله ..
بداية قانون الجاذبية الذى اكتشفه نيوتن منذ مائتى عام تقريبا هو نفسه الذى نتعامل به الآن ، سواء هنا فى مصر أو فى الصين أو أى مكان كان ، كما انه كذلك هو القانون الذى يحكم حركة الأشياء قبل ان يكتشفه نيوتن بمليارات السنين ...!!! فهل كان للقوانين والتشريعات التى وضعها البشر لتَسيّر أمورهم مثل ذلك ؟!!!
هل اتفق بلدان متجاوران على تشريع واحد يحتكمون إليه ، أليس ما تحلّه الرأسمالية تحرمه الشيوعية ، وما هو طبيعى ومباح فى الغرب مجرّم ويعاقب عليه القانون فى الشرق ، وان الحدود مابين الدول ماهى إلا نتيجة طبيعية لاختلاف طرق الحكم وأصول التشريعات !!!
بالطبع نحن نعلم أن القيم الانسانية واحدة لا تتبدل ولا تتغيير مثلها مثل سائر قوانين الطبيعة والحياة .. فمفاهيم العدل والخير والاحسان واحدة لاتتغيير بتغير الزمان والمكان ، كما أيضا معانى الظلم والبغىّ والإثم ثابتة لم تختفى على مر التاريخ ؟!! فما الذى حدث إذا ..وجعل من التشريع باب للتفرق والاختلاف ؟!!!!
الإجابة تكمن هاهنا ، بداخلك ، حيث يقبع هـــواك ؟!!
حين يطغى الهوى ويتفلت من عقال الشرع ،لا منطق يحركه ، ولا فكر يحكمه ، ويرتع فى فضاء اللامقبول بغير أى التزام ؟!!!
فالمنطق والعقل ينقلك من النقطة ( أ ) إلى النقطة ( ب ) ... أما الهوى فيجول بك فى أى مكان شاء !!!!
أين العقل والمنطق فى عدم تجريم الخمر عند الغرب مثلا ، رغم معرفتهم التامة بخطورته على الصحة العامة ومدى المشاكل التى يجنيها السكران على نفسه والآخريين ؟!
بدليل تجريمهم لشرب الخمر أثناء القيادة ،وتجريمهم كذلك للمخدرات التى هى أيضا من المسكرات ؟!!!
فالإثم واحد عند كل الشعوب وعلى مر الزمان ، تستقبحه الفطر السليمة ويُعلم ضرره بالمنطق والعقل جيدا ، ولكن أنّى لهم ذلك مع فوران الشهوة و طغيان الهوى ؟!!!
فعدم تتدخل الهوى فى القواعد الحسابية وقوانين الكيمياء والفيزياء ،يرجع فى أساسه للمصلحة المتحققة فى تطبيقاتها العلمية والتقنية التى يرتع معها الهوى كيفما شاء !!!
ولكن حين نأتى للقوانين التى تحكم جنوح الهوى وتحد من فوران الشهوات ،وهذا حلال وهذا حرام ..!! يُسارع الهوى فى نبذها ،والتفلت منها ،ويجلس على منصة القضاء مُدعيا الحكمة وهو يشرع ما يحلو للهواه ؟؟!!!
لماذا لابد أن يكون الشرع مُنَزَّل ،وليس لإحد أيّا كان حق التشريع من دون الله ، الكلام فيه يطول ولم ننتهى منه بعد ، وندعو الله أن يعيننا على تكملة الحديث فيه قريبا بإذن الله ..
وقبل نهاية حديثنا اليوم نعقب سريعا على حديث الرسول صلّ الله عليه وسلم ( أنتم أعلم بأمر دنياكم ) ..
فمعناه ببساطة أن المزارع أعلم بزراعته ،والنجار أعلم بحرفته ،والمهندس بمهنته .. الخ ، وليس كما يَرمى العلمانيون بأحقيتهم فى التشريع من دون الله ؟!!!
فالحلال والحرام ،وما يجوز وما يجرم ،حق أصيل لله ، بلّغَه لرسوله الذى هو أعلم الخلق بشرع الله ....
( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ) ...
نسأل الله لنا ولكم الهداية ، ودوام التوفيق والسداد ...
