( وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ..)
تأملت طويلا فى هذه الآية الكريمة وكيف كان مدخل أبليس عليه لعنة الله إلى أبينا آدم لصرفه عن طاعة الله ..
آدم عليه السلام الذى أنعم عليه رب العزة بدخول الجنة وقال له
( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى .. وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ) ..
فهل بعد هذا من تكريم وإنعام ...
ما أظن أن إبليس كان ليخدعه ويفترى عليه مثل تلك الفرية ، إلا أنه رآى فيه تشوقا للخلود ، والترقى عند الرحمن ..!!
فإن أقرّينا بذلك ، فماذا وراء تفرد الانسان بتلك النزعة دون سائر الخلائق ، نزعة نحو الخلود وطلب الرفعة عند ذى العرش ؟!! ..
وما علاقة هذا بمسألة الأمانة ؟! .. الأمانة التى أبت المخلوقات جميعها أن تحملها إشفاقا من ثقل حملها ، وتحمس لحملها الإنسان متحملا لأعبائها ..
مع الأخذ فى الإعتبار قول المولى عز ّ وجل (ما أشهدتهم خلق السماوات و الأرض و لا خلق أنفسهم و ما كنت متخذ المضلين عضدا ) .. وكل ما سيطرح لابد أن يكون حتما موافقا للكتاب والسنة وموائما لأقوال العلماء ..
.............
تكلمنا فى السابق كثيرا والحمد لله عن كيفية تفاوت المخلوقات فى الكون فى مدى محبتها لله ودرجة عبوديتها له ،
وكلما أكتملت فى أصناف المخلوقات المختلفة معرفتها بالله وأسمائه وصفاته ، كلما أرتقت فى سلم العبودية ، وأزدادت سعادتها بالله ورضاها عنه ، وارتفعت مكانتها عنده ..
ولكل منها مقام معلوم ودرجة فى سلم العبودية ، كما قالت الملائكة أشرف الخلق ( وما منا إلا له مقام معلوم ) ..
كما اقتضت حكمته تفضيل بعض المخلوقات على بعض ، وإكرام خلق عن خلق ، وإختصاص بعض خلقه بنعمة الخلود فى محبته ..
وهنا يـتكرر السؤال وبصيغة آخرى ، بماذا تفرد الإنسان عن سائر الخلائق ، حتى يمكنه الترقى عند ذى العرش ، والخلود فى محبته ؟!!
مع العلم بأن مفاتيح هذا السؤال قد تكشف عن كنز من أهم الكنوز فى ماهية الأمانة !! .. الأمانة التى وراءها سر خلق الإنسان ووجوده على الأرض ؟!! ..
............................
ونبدأ بعون الله وحوله وقوته بوضع أول مفاتيح هذا الكنز
............
من العلم والتعلم يكون الإرتقاء فى سلم العبودية ، وتفاوت المخلوقات فى معرفتها بالله ..
وهناك بون شاسع نراه دائما فى تحصيل المعرفة عن طريق المطالعة والمشاهدة ، وتحصيله عن طريق الكدح والممارسة ..
وما كان تفرد الإنسان عن سائر الخلائق ، وحظوة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم بالدرجة الرفيعة والمكانة العالية عند الله ( ألا وهى الوسيلة ) إلا كونه خاض غمار المحن والإبتلاءات فكان أعرف الخلق بالله ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ) ، وبالتالى أكثرهم غضوعا وعبودية له ( إنما يَخْشَى اللَّهَ من عباده الْعُلَمَاءُ )...
فهل تستوى مثلا معرفة الطالب النظرية إثناء الدراسة ، بمعرفته التى قد تضاعفت عشرات المرات بعد تخرجه ومزاولة الأعمال ..
هكذا لا تتعدى معرفة سائر المخلوقات بالله عن المطالعة والمشاهدة كما نراه فى قول الملائكة التى هى أشرف الخلق (قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)، التى تفوقها وتتفوق عليها بمراحل معرفة الصالحين بما خاضوه فى غمار الدنيا من محن وإبتلاءات ...
وبهذا ننهى كلامنا عن أول مفاتيح الكنز ، وإلى أن نلقاكم قريبا بإذن الله ، نسأل الله أن يمنّ علينا بجميع مفاتيح هذا الكنز الثمين ونصل معا إلى سر الأمانة .. والله على كل شيئ قدير .. وبالإجابة جدير .. والسلام عليكم
تكلمنا فى السابق كثيرا والحمد لله عن كيفية تفاوت المخلوقات فى الكون فى مدى محبتها لله ودرجة عبوديتها له ،
وكلما أكتملت فى أصناف المخلوقات المختلفة معرفتها بالله وأسمائه وصفاته ، كلما أرتقت فى سلم العبودية ، وأزدادت سعادتها بالله ورضاها عنه ، وارتفعت مكانتها عنده ..
ولكل منها مقام معلوم ودرجة فى سلم العبودية ، كما قالت الملائكة أشرف الخلق ( وما منا إلا له مقام معلوم ) ..
كما اقتضت حكمته تفضيل بعض المخلوقات على بعض ، وإكرام خلق عن خلق ، وإختصاص بعض خلقه بنعمة الخلود فى محبته ..
وهنا يـتكرر السؤال وبصيغة آخرى ، بماذا تفرد الإنسان عن سائر الخلائق ، حتى يمكنه الترقى عند ذى العرش ، والخلود فى محبته ؟!!
مع العلم بأن مفاتيح هذا السؤال قد تكشف عن كنز من أهم الكنوز فى ماهية الأمانة !! .. الأمانة التى وراءها سر خلق الإنسان ووجوده على الأرض ؟!! ..
............................
ونبدأ بعون الله وحوله وقوته بوضع أول مفاتيح هذا الكنز
............
من العلم والتعلم يكون الإرتقاء فى سلم العبودية ، وتفاوت المخلوقات فى معرفتها بالله ..
وهناك بون شاسع نراه دائما فى تحصيل المعرفة عن طريق المطالعة والمشاهدة ، وتحصيله عن طريق الكدح والممارسة ..
وما كان تفرد الإنسان عن سائر الخلائق ، وحظوة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم بالدرجة الرفيعة والمكانة العالية عند الله ( ألا وهى الوسيلة ) إلا كونه خاض غمار المحن والإبتلاءات فكان أعرف الخلق بالله ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ) ، وبالتالى أكثرهم غضوعا وعبودية له ( إنما يَخْشَى اللَّهَ من عباده الْعُلَمَاءُ )...
فهل تستوى مثلا معرفة الطالب النظرية إثناء الدراسة ، بمعرفته التى قد تضاعفت عشرات المرات بعد تخرجه ومزاولة الأعمال ..
هكذا لا تتعدى معرفة سائر المخلوقات بالله عن المطالعة والمشاهدة كما نراه فى قول الملائكة التى هى أشرف الخلق (قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)، التى تفوقها وتتفوق عليها بمراحل معرفة الصالحين بما خاضوه فى غمار الدنيا من محن وإبتلاءات ...
وبهذا ننهى كلامنا عن أول مفاتيح الكنز ، وإلى أن نلقاكم قريبا بإذن الله ، نسأل الله أن يمنّ علينا بجميع مفاتيح هذا الكنز الثمين ونصل معا إلى سر الأمانة .. والله على كل شيئ قدير .. وبالإجابة جدير .. والسلام عليكم

