الله عزّ وجل ليس كمثله شيئ له الكمالات كلها وكل ما عداه مخلوق ناقص يفتقر له ، ويرزق من فضله وإنعامه ..
فالمخلوقات فقيرة لغنىّ ، ضعيفة لقوىّ ، ضالة لمن يهديها ، متعدية لمن يقومها ويضبط مسار حركتها ..
فالقيّومية لله فى ملكه من الربوبية ( الله لا إلَٰه إلا هو الحى ّ القيّوم ) ، وهى تتجلى فى تسيير شئون مملكته ، و تدبير أرزاق خلقه ..
وعبوديتهم له هى حقيقة وجودهم ، لإفتقارهم الدائم وحاجتهم لخالقهم ..
تلك المقدمة هامة لبيان لماذا هناك باطل فى الوجود ،
فالباطل هو نقص فى المخلوق أمام تفرد الخالق بالحق ، مثل ضلاله إذ لم يهديه ربه ، وضعفه وفقره إذ لم يحفظه ربه ويرزقه ،
وكما يبسط الله الرزق لعباده وهو خير حافظا لهم وأرحم الراحمين ،
فهو يقذف بالحق على الباطل ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون )
وهذا من تمام قيّومية الله على عباده ، ودوام افتقارهم له ..
( .. يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أُطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليلِ والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم ، ..... ) .. حديث قدسى
نسأل الله القبول والمغفرة .. وسنكمل بمشيئة الله فى المقالة القادمة ما علاقة الأمانة بدفع الباطل وما حقيقة الاستخلاف فى الأرض ...
