السبت، 23 يناير 2016

" اعتدال المزاج "


اعتدال المزاج هو المطلب الرئيسى وراء كل نشاطنا اليومى ،
فنحن دوما نبحث عن السعادة والطمأنينة والرضا والسكينة ، ونكافح لندفع عنا الكأبة والقلق والتسخط والإضطراب ..
نأكل .. نشرب .. نعمل .. نلعب .. إلخ ، فى سعى متواصل نحو الصفاء الداخلى ، واعتدال مزاجنا النفسى ..

والمزاج واحد من حيث تكوينه لدى جميع البشر ويتألف من عناصر أربعة ، لكل عنصر من تلك العناصر حدين متقابلين تتقلب بينهما حالتنا المزاجية :_
1- من السعادة إلى الكأبة ......
2- الرضا - التسخط ......
3- الطمأنينة - القلق ......
4- السكينة - الاضطراب ..
لتتفاوت النفوس فيما بينها من حيث الحالة المزاجية ، ويصبح لكل منها سمتها الخاص الذى يميزها ،

وإن كان المزاج يعد دائما من المشاعر ، إلا إنه يختلف عنها فى كونه مستديم لفترة أطول ومستقر ،
فالمزاج خط مشاعر مستديم فى خلفية وأعماق النفس ، راسخ ومستقر فى الوجدان ، تتدفق من فوق سطحه أمواج من المشاعر العابرة المتولدة من الأفكار والأحداث اليومية ، التى ما تلبث أن تذهب وتختفى ويظل المزاج مستقر فى الخلفية ..

فسيل المشاعر المتدفقة يوميا من فرح وهم ، ومحبة وبغض ، وشفقة وغضب .. إلخ ، تؤثر على المزاج بصورة مؤقتة ولا تغيره بصورة مستديمة ، كما انها أيضا ليست هى الصانعة له ؟!
فالمزاج صنيعة المعتقد الذى يختلف بحسب اعتقاد كل واحد منّا ، ومدى تفعيلنا لقِيَّمه التى نحملها ونؤمن بها فى الحياة ..
فقد وصف المولى عزّ وجل حياة المؤمنين فى الدنيا بما فازوا به من طمأنينة ورضا واعتدال لمزاجهم العام ، بالحياة الطيبة ..
( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة )

بينما نجد عقوبته لمن أعرض عن ذكره بأن سلبه صفاءه النفسى وكدّر عليه مزاجه العام ..
( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )

هذا فى أعماق النفس البشرية وفى المشاعر الراسخة فى الوجدان التى يطلق عليها المزاج ،
وليست للمشاعر العابرة التى تتولد معنا بصورة مستمرة فى حياتنا اليومية ، التى لا هى المقياس ولا تعبر أبدا عما يعيشه الإنسان فى داخله من شقاء أو سعادة ...

فالشقى يفرح ويستمتع ويمرح ، لكن يظل فى قرار نفسه شقى ،
والسعيد يحزن ويبكى ويغضب ، لكن يظل فى قرار نفسه سعيد ،

نسأل الله أن نكون وإياكم من أهل السعادة ..