الخميس، 14 يناير 2016

" أحـــــلام الــفــراولــة "


يُحزنّى كثيرا رؤية الشباب وهو يتطلّع إلى المستقبل ، ولا تجد فى مخيلته إلا مقارنة بين وضعين كل منهما أفشل من الآخر ، ويجعل أحدهما هو منتهى أمله ورجاءه .. !!
 

فهو للأسف لايعرف شيئا عن تاريخه ، ولا يعى حقيقة دينه ، وقد فتن ببريق الغرب ولم يذق طعم الحياة فى جحيمه .. ؟!
وتجده يقارن بين وضع فاسد يعيشه فى وطنه ، وآخر بائس يتطلّع إليه مع الهجرة إلى بلاد الغرب ، حيث المادية الصرفة فى حيا
ة بلا أى روح أو طعم أو معنى ..

نعم هم سبقونا ونحن تخلفنا ، هم بلغوا القمة فى العلم والإدارة والنظافة ، ونحن بلغنا الحضيض فى الجهل والفوضى والقذارة ..
ولكن ستظل دائما المقارنة بين نموذجين ليس هم الجديرين بالجنس البشرى ..
 

رأسمالية متوحشة تسحق البشر فى الغرب وتسلبهم أغلى ما يمتلكون من قيم روحية ،
وآخرى عندنا فى الشرق من نظم استبدادية تقمعهم وتسلبهم حريتهم ، وتفسد عليهم معايشهم ، وتضللهم عن حقيقة قيمهم الروحية ..
جسد بلا روح فى الغرب ، ولا روح ولا جسد عندنا فى الشرق ..


يذكرنى هذا بما كان يجرى معنا فى آخر الثمانينيات ، حين ظهرت لنا لأول مرة مع التطبيع ثمرة الفرولة الكبيرة الجميلة ذات الحَمَار اللامع ، ولكنها كانت بلا طعم ..،
وكيف كان يجرى التفاضل بينها وبين ثمرة الفراولة البلدى ( الطعمة المعفنة ) التى لا تستطيع أكلها من فسادها وكثرة العفن ..


فهل آن لنا الأوان أن ندع كل هذا ونبحث عن ثمرة جديدة طعمة وطازجة ، تجمع بين ديناميكية العلم وروح الإيمان ، وقيم الدين والأخلاق فى الأدارة والنظام ، ومجتمع عادل قائم على التكافل والمحبة والوئام ..
وأن يوضع كل منا فى مكانه الصحيح ، حسب الكفاءة وليس بالوسطة والمحسوبية ،
ولعل فى هذا الأخير سر تقدم الغرب رغم توحشه المادى ، وتفشى حب الذات فيه والأنانية ، التى ما كانت لتدير نظاما مجتمعيا لولا كفاءة الإدارة وانضباطها ، ووضع كل فرد فى مكانه الصحيح حسب كفائته ..


فهل آن لنا الأوان .. أشك والله أعلم ؟! .. فيبدو الطريق مازال _ إن أخلصنا _ طويـــــــــــــــل .. نسأل الله حسن الخاتمة .