( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذَرَّةٍ من كِبْرٍ ) .. حديث شريف
ال ( أنا ) هل لها موضع قدم فى كون مخلوق يدين بالعبودية ويخضع لمن وسع عرشه السماوات والأرض ..
أين تذهب ال ( أنا ) وهى المفتقرة لمن يغذيها .. ينميها .. يحفظها ويحميها .. من وهبها الحياة مع كل نَفَس ، والإرادة والأمل .. ؟!!
فلينظر الإنسان مِمَّ خُلِقَ ..
أَوَلَا يَذْكُرُ الإنسان أَنَّا خلقناه من قبل ولم يَكُ شيئا ..
أَوَلَمْ يَرَ الإنسان أَنَّا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين ..
كيف يصبح الفقير غنىّ .. والضعيف قوى ّ .. والذليل العاجز سَيدٌ أبىّ .. .. .. إنه كان حقا ظلوما جهولا .. !!
جاهل لن ينفك عنه جهله ، طلما استغنى بإرادته الحرة _وهو المخلوق_ عمن وهبها له ..؟!!
وسيجهل ويتمادى فى غيّه ، طلما ما يراه هواه هو الحق كله ومنتهى العدل ..؟!!
ماقيمة العلم إن كانت معرفتك بالله صفر .. !!
وهل أنصفت نفسك أم أشقيتها ، ببعدك عن المقيت الذى يمد كل خلية من جسدك بغذائها ، وهى فى أشد الحاجة والفاقة إليه ..
يقول سبحانه في الحديث القدسي
(( عجباً لك يا ابن آدم ! خلقتُك وتعبدُ غيري ، ورزقتُك وتشكرُ سواي ،
أتحبَّبُ إليك بالنعمِ وأنا غنيٌّ عنك ، وتتبغَّضُ إليَّ بالمعاصي وأنت فقيرٌ إليَّ ،
خيري إليك نازلٌ ، وشرُّك إليَّ صاعدٌ )) ...
الأمانة مسئولية .. فى أن تجتهد فى الترقى ونيل الرفعة عند مالك الملك ،
وقد اُعطيت الفرصة والوقت ..
وأصبح لك إرادة حرة وطموح ،
وإمكانيات ،
وقدرة على التحمل والصبر ...
والدنيا حقل العمل ، وفرصتك وإمتحانك فى خلافتك على الأرض .
فإن اهتديت لفطرتك ولم تتغافل وتعلمت ( العلم النافع ) ..
وسلكت الصراط المستقيم ، ولم تتكاسل واجتهدت ..
ولم تتخاذل أمام العقبات والمحن وصبرت ..
فزت بالفردوس الأعلى إكرما من مالك الملك ، فعملك لا يكافئ بحال ما حظيت ..
وإن تغافلت عن الهدى وعن العمل تكاسلت ،
وغلبتك المحن والعقبات وتخاذلت ،
فالحرمان والشقاء لمن أراد أن يجعل لل ( أنا ) موضع قدم عند مالك الملك ..
( ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين ) .. نسأل الله العفو والسلامة ..
ال ( أنا ) خلق من مخلوقات الله ، تمردت على أمر الله ، بمشيئة الله ، لتستقر فى قعر جهنم بعدل الله ،
لما ، ولماذا ، وما الحكمة وراء ذلك ... ؟!! هذا ما سنكمل فيه الحديث بإذن الله الذى بدأناه قبل الكلام عن سلسلة الأمانة .. والله الموفق ...

