نود قبل استكمال شرح أية سورة النور التنويه على شيئ هام ..
حين تكلمنا عن النور الإلهى الذى يقذفه الله فى قلوب عباده المؤمنين ، وذكرنا انه نور البصيرة الذى تتكشف أمامه عوالم من الغيوب والحقائق ،
كان الكلام كله منصب على وظيفة هذا النور وألية عمله ، ولم نتطرق أبدا لماهيته وحقيقته ، وهذا ما نود أن نركز عليه كثيرا فى مناقشتنا اليوم ...
قد ترى أمامك فقير رث الثياب ، منكسر العين ، غير عابئ بنظافته الشخصية ، سترى كل ذلك بعيناك حتما ، ولكن هناك شيئ آخر قد تراه أو لن تراه بحسب مدى قوة بصيرتك وإدراكك .... ألا وهو احساسك بهذا المسكين ..
فإن كنت ممن أوقد الله نور بصيرته ، سنتظر إليه مباشرا بعين العطف والرحمة والشفقة ،
وإن كنت غير ذلك والعياذ بالله من أصحاب القلوب المظلمة ، فلن تنظر إليه إلا بعين التجاهل والإزدراء والتأفف ..
فنور البصيرة إذا هو عبارة عن مشاعر ..!! ولكنها ليست أى مشاعر ؟ مشاعر تنبع من مُثل عليا وأخلاق حميدة ...
فنحن حين نأكل تكون لنا مشاعر تجاه ما نأكله ، أو نشربه ، أو ما نلبسه وكلها داخلة فى المشاعر الحسية التى لا دخل لها بنور البصيرة الذى ينبع كما ذكرنا من الأخلاق والمُثل العليا ،
والتى تُعتبر الفطرة السليمة هى مستودعها الطبيعى التى استودعها الله فيك ،
ولكى تُفعّل تلك الفطرة ويُضيئ نورها فلابد ولازمن من وجود العقل الواعى ،
فمتى نعفو ونسامح ؟ ومتى نقتص ونعاقب ؟ من نحب ومن نكره ؟ كل ذلك من مسئوليات العقل الواعى حين يزاوج الفطرة السليمة ...
وبهذا المعنى الجديد يمكنا القول أن المشاعر النبيلة النابعة من المُثل والأخلاق الحميدة والممزوجة بالعقل الحر الواعى ، هى نور القلوب وحياتها ،
بينما فراغ القلوب إلا من المشاعر الحسية الناتجة عن طغيان الهوى وتغول الغرائز ، هو فى المعنى الجديد ظلمة للقلوب وإماتتها..!! عفانا الله وإياكم من ذلك ..
وأيضا من المعانى الجميلة التى ظهرت بعد هذا الطرح ، ان اعتدال المزاج من سعادة ورضا وسكينة وطمأنينة التى هى الهمّ الشاغل عند كل البشر ، يُنسب مباشرا إلى مقدار ما تحمله من نور البصيرة ..
اللهم ارزقنا رضاك واجعل لنا فى هذا النور نصيبا ..
سنستكمل معا بإذن الله كلامنا عن آية سورة النور فى المرة القادمة ، ونستكشف من أين يوقد مصباح البصيرة وكيف ؟!! وما طبيعة ونوع وقوده ؟! .. والسلام عليكم
فنحن حين نأكل تكون لنا مشاعر تجاه ما نأكله ، أو نشربه ، أو ما نلبسه وكلها داخلة فى المشاعر الحسية التى لا دخل لها بنور البصيرة الذى ينبع كما ذكرنا من الأخلاق والمُثل العليا ،
والتى تُعتبر الفطرة السليمة هى مستودعها الطبيعى التى استودعها الله فيك ،
ولكى تُفعّل تلك الفطرة ويُضيئ نورها فلابد ولازمن من وجود العقل الواعى ،
فمتى نعفو ونسامح ؟ ومتى نقتص ونعاقب ؟ من نحب ومن نكره ؟ كل ذلك من مسئوليات العقل الواعى حين يزاوج الفطرة السليمة ...
وبهذا المعنى الجديد يمكنا القول أن المشاعر النبيلة النابعة من المُثل والأخلاق الحميدة والممزوجة بالعقل الحر الواعى ، هى نور القلوب وحياتها ،
بينما فراغ القلوب إلا من المشاعر الحسية الناتجة عن طغيان الهوى وتغول الغرائز ، هو فى المعنى الجديد ظلمة للقلوب وإماتتها..!! عفانا الله وإياكم من ذلك ..
وأيضا من المعانى الجميلة التى ظهرت بعد هذا الطرح ، ان اعتدال المزاج من سعادة ورضا وسكينة وطمأنينة التى هى الهمّ الشاغل عند كل البشر ، يُنسب مباشرا إلى مقدار ما تحمله من نور البصيرة ..
اللهم ارزقنا رضاك واجعل لنا فى هذا النور نصيبا ..
سنستكمل معا بإذن الله كلامنا عن آية سورة النور فى المرة القادمة ، ونستكشف من أين يوقد مصباح البصيرة وكيف ؟!! وما طبيعة ونوع وقوده ؟! .. والسلام عليكم
