الأحد، 15 فبراير 2015

" العبودية عنوان المحبة "

هل مجرد معرفة الله تدخل الجنة ؟!!!! سؤال ساذج أليس كذلك !! هل تعلم أن كثيرا ممن يجهلون حقيقة الاسلام تلك الأيام _ رغم انتسابهم له _ مقتنعيين بجواز ذلك !!!
وفى عرفهم لا حرج فى كونك تارك للصلاة ، لم تصم يوما فى حياتك ، لا تعرف حِلّ الشئ من حرامه ، ولاعملت شيئا لدينك البتة !! ثم ان ربك رب قلوب ، و ربك غفور رحيم الى آخر التعبيرات التى وضعت فى غير مكانها ، تبريرا لجهل مطبق ، واستخفاف بدين الله واساسياته .. !!!!

( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين ) قالها أبليس عليه لعائن الله المتتالية إلى يوم الدين - قالها متى ؟؟ حين خاطب الملك عز وجل _ وبالطبع تجاوز بذلك حد المعرفة ببعيد _ بل بقسمه هذا بعزة الله وجلاله يعد أيمانا صريحا منه ببعض اسماء الله الحسنى وصفاته !!! ..
فهل نفعه ذلك ؟! وما كان جزاءه عند ربه ؟!..


(فاعلم أنه لا إلاه إلا اللّه).. نعم لا إلاه إلا اللّه ولكن لايكفى مجرد العلم بها فى الدخول تحت مسمى العبودية (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) كما لا ينفعك مجرد معرفة والديك ان تكون قد حققت برّهما !! ..
فالفرق ما بين الإيمان والكفر كما هو الفرق بين العقوق والبرّ - لو اتخذنا برّ الوالدين كمثال ، ولله المثل الأعلى - مع الفارق أن والديك يحتاجون على الدوام برّك لهما ، أما عبوديتك لله ففيها النفع لك أنت وحدك والله هو الغنىّ عنها ( ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون .. إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )..


فما هى العبودية إذا التى فيها سبيل النجاة ، والفوز والسعادة فى الدنيا والآخرة ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ..
العبودية لله هى ما وَقَر فى القلب وصدقه العمل وهى = المعرفة ( باسماء الله وصفاته ) + المحبة لله ( بحدها الأقصى) لدرجة التذلل + الطاعة والخضوع له ( فى حدودهما القصوى ) و بدون الحدود القصوى ما كانت لتدرج تحت مسمى العبودية ، وبدون العبودية ماكان مسمى الاسلام الذى يتضمن فى معناه الاستسلام والخضوع التام لمالك الملك ..

ومع زيادة المعرفة تزداد المحبة - لتمام كمال الله وكمال جماله - الى أن تصل إلى غاية المحبة ومنتهاها فى الخضوع لله وحده ،والتذلل والاستسلام الكامل له ، وحتما ولابد سيظهر أثر ذلك فى قولك وعملك ....

ومازال البشر يتفاوتون فى مقدارالمحبة ، والطاعة ، والمعرفة ، تفاوتهم فى مدى عبوديتهم لله وسعادتهم به ، التى على قدرها تكون منازل السعداء فى الجنة - نسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة ..
( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا .. لقد أحصاهم وعدهم عدا .. وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) ..