ان كنت تستشعر الظلم وضاقت عليك نفسُك ؟! ..فأبشر فلا يزال هناك من يجاورك فى هذا الكوكب من يعبد ربه ، و لا يظلّم ، ولا يعصى لله أمر !! ...
وان كنت مستوحشا من تزايد أشباه البشر حولك ، و لجوئك للتعامل معهم ليل نهار رغم أنفك ؟! ..
فاطمئن فلا يزال بالقرب منك من لا يعصى ربه ، ولا يظلم ، و يعيش معك فى سلامٍ و وئام ..؟!
لا تقلق من تمرد الأبناء !! لا تحزن من نشاز الزوجة ، و جفاء الأقارب ، وتعدّى الجيران ؟! لا تنزعج من ظلم رؤسائك فى العمل ، و الغيبة و النميمة والتجسس عليك من الزملاء ؟! ....
فكل هذا يهون مادام هناك من هو قريب إليك لا يعصى ربه ، ولا يظلم ، و يعيش معك فى سلامٍ و وئام ..؟! ...
أقرب مما تتصور ؟! بل هو ملاصق لك ؟! نعم ملاصق لك !!و أكثر التصاقا بك من ثيابك التى ترتديها ؟!! ونظارتك التى تنظر بها !! وساعتك التى على معصمك ؟!! بل هو منك ، وفيك ، وبك !! هذا الشئ بل قل مجموعة من الأشياء هو أنت ..؟!!!!!!!
جسدك .. أعضائك .. حواسك سخرها الله لك ، لاتظلمك أبدا ، ولا تعصى لله أمر !!
وفي أنفسكم أفلا تبصرون ..
أفرأيت قلبك .. نعم قلبك !!.. انظر كم هو مستسلم لربه ينبض بانتظام .. تنام أنت و يظل مستيقظا يسهر على راحتك لتنام بسلام !!..
انظر لكبدك كيف يعمل ليل نهار _ لا يفتر عن عبادة ربه _ ليخلص جسدك من السموم ، و تنعم معه بالصحة والأمان !!.. انظر لسمعك .. انظر لبصرك .. انظر لكل أعضاء جسدك !! لم تظلمك .. ولم تعصى الله فيك ، تعمل بلا كللّ لخدمتك ولأجل صحتك ، مسبحةً بحمد ربها فى منظومة العبودية الشاملة لله والاستسلام ...؟!! ...
( فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) ..
مابين تمرد ماحولك من البشر واستسلام أعضائك الداخلية لله ، تعلم لما تنعم ولله الحمد بالصحة ، والعالم يموج من حولك بالفوضى وعدم الأمان !!! ....
( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون .. وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون )
