الأحد، 15 فبراير 2015

لأقعدن لهم صراطك المستقيم

ما حقيقة الدور الذى تلعبه الشياطين فى حياة البشر ؟!!! ماهي أساليبهم فى الغوّاية وكيف اضلّوا البشر ؟!!! ...
وان كانت جميع المخلوقات فُطرت على حب الشهوات ، فلما شهوة الحيوان هى مصدر سعادته دائما ؟! بينما الشهوات لبنى الانسان تؤدى بهم فى كثير من الأحيان إلى الهمّ والشقاء و قد تصبح مصدرا للحزن والألم ؟!!!!! ....


( متـــــــــاعا لـكــم ولأنـعـــامــكــم ) ....
يستمتع الحيوان بشهواته ملبّيا نوازع الفطرة إلى أن يصل بها حدها الذى لا اسراف بعده ولا انحراف !! بمعنى انه يبحث عما يأكله ، ويأكل حتى يشبع ، ويبنى عشا كالطيور مثلا ليسكنها ، ويطلب التزاوج فى أوقات ومواسم معينة .. فهل فعل ذلك البشر ؟!!!
هل البشر استجابوا لشهواتهم لحد القصد دون اسراف أو انحراف ؟!!! بالطبع .. لا ؟!!! فنحن نشترى مالا نأكله ، ونبنى مالا نسكنه ، ونلهث وراء النساء طوال الوقت بالالفاظ والنظرات و غيرها فى اسراف ليس له سقف ؟!!!!
بل تجاوزنا حد الاسراف فى الشهوات إلى الانحراف بها ؟! كشرب ما لاتستسيغه الأنفس _ كالخمر والتدخين مثلا _ أو الانحراف بالغريزة الى القبح والعلاقات الشاذة الذى تعفها الحيوانات ويتفرد بها بنى البشر ؟!!!! ....

--------

( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ... ) الشهوات نعمة الله و منّته على بنى البشر ، باعتبارها من جملة زينة الحياة الدنيا ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) بشرط ألا نسرف فيها ولا ننحرف بها ونؤدى حقها ( من زكاة وصدقات وغيرها )!! ..
( ... ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ... ) 

ففطن الشيطان لعنة الله عليه لموقع الشهوة فى قلوبنا ، فعمد لاستخدامها كسلاح فعال ضدنا !!
( ان الشيطان للانسان عدو مبين ) ...
وكان اسلوبه معنا الذى يجيده جيدا ، الخروج بميلنا الشديد نحو الشهوات إلى الحرام أو إلى الاسراف ومجاوزة الحد !!
فمشهد مصارع الثيران الذى يلوح يمينا ويسارا برداءه الأحمر للثور الهائج ليس بعيدا عنه !!
ففى الحديث الشريف ( حُفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره ) .. أى أحاطت كل من الشهوات والمكاره على الترتيب بالنار والجنة ، كستار يحجب الناس عن رؤيتهما .
 
و برداء الشهوات قطع علينا الطريق إلى الله ، ليستفزّ الكثيرين بالحياد عنه ( ... لأقعدن لهم صراطك المستقيم  ) كما يفعل تماما مصارع الثيران بالثيران الهائجة حين يستدرجها للمواطن الهلاك وإلى حتفها !!!!!


ولم يقتصر مكره عليه لعائن الله فى الاستفزاز وتهييج الغرائز  ، بل أيضا فى تزييف الواقع ، وتزيينه للباطل ،واظهاره لكل قبيح وفاسد فى صورة محببة للنفس  !!
و من سعة مكره أيضا تثبيط الناس وصرفهم عن كل ماهو جميل ونافع !!

نسأل الله أن يحفظنا من مكائد الشيطان و سبل غوايته ..