الطغاة أوليائهم الشياطين شيئ بديهى ، لكن أن يصبح الشيطان فى الوقت ذاته نصيرا للمستضعفين ؟!! لا تتعجب كثيرا !! فهذا ما تحاول ان تمرره الماسونية العالمية عبر فيلمها
(V for Vendetta)
فيلم الثورة و أيقونتها أينما كانت وملهم الثائرين !!
يدور الفيلم حول شخصية غامضة تلعب دور البطولة و هى مرتدية القناع طوال الفيلم ، تمجيدا لقوة الفكرة التى تحملها بعيدا عن أى شخصنة ؟؟ ..
جاء بالموت والجحيم ،
ومعه جموع الثائرين ،
على الطغاة الظالمين ،
المجد للدهماء المهمشين ،
ولتذهب كل المؤسسات إلى الجحيم ،
لا ظلم بعد اليوم !!
عيش ،حرية ،عدالة الاجتماعية ..
هكذا هتف الشباب ، وهكذا انتفضوا ، ومن هنا بدأت فصول المأساة التى نعيشها حتى الآن ؟؟؟
كيف تم و يتم استغلال مشاعر الغضب والاحباط عند الشباب وتأجيجها ، ودفعهم دفعا نحو ثورة الغوغاء والمهمشين !!!
بداية نوضح ان رفع الظلم عن البشر واجب شرعى ، وانتزاع السلطة من أيدى الطغاة وردها لمالك الملك هى أصل دعوة الأنبياء و سبيل المؤمنين ..
ولكن ليس هذا ما يهدف إليه الفيلم .. فحقيقة دعواه هى اسقاط سلطة كل حاكم ظالم مستبد فى مقابل حرية تامة لغوغاء لا يحكمها ظابط ولا رابط بمعنى الفوضى الشاملة !! فوضى كالتى ينشدها أبليس من بنى البشر لما فيها من تفلت من كل القيم والتقاليد والدين ، و انتشارا للرذيلة والعنف والجريمة ؟!!! ...
بالطبع ليس هذا ما ثار من أجله الغالبية العظمى من ثوار يناير ؟! ولكنها هكذا تكون الثورات دائما بعد كسر حاجز الخوف والذلّ الذى عانوا منه لفترات طويلة و عندما تجنح الثورات نحو العنف والدم ..
وما جنب البلاد الانزلاق فى مثل هذا المستنقع الخطير إلا حضور قوى للتيار الاسلامى بين صفوف الثائرين، وبقية من الدين عند هذا الشعب !!
فالثورة الفرنسية التى رفعت شعار ( الحريه و الاخوه و المساواه ) الشعار القريب من شعار ثورتنا ،خير مثال للفظائع التى جاءت على يد هؤلاء الدهماء المهمشين من مظاهر للسلب والنهب و المجازر التى طالت الجميع حتى وصلت لشركاء الثورة أنفسهم!!
حتى عرف عنهم قولهم ( اشنقوا آخر ملك .. بأمعاء آخر قسيس )
لذا عندما نتكلم الآن عن ملاحقة واستئصال فصيل اسلامى كبير ورئيسى فى هذا البلد مع أعادة انتاج الدولة البوليسية بكامل ممارستها وأدواتها القمعية ، نفهم ان رسالة الفيلم لم تكتمل بعد ؟! وماكانت ثورة يناير وما أعقبها من ثورة مضادة وسلطة قمعية إلا محطة لما بعدها ؟!!
نحن نتكلم عن ثورة الحاد و دم و اباحية موجة جديدة من الثورات يختفى فيها الدين ومن يحمل همه تماما من المشهد !! يحركها الدهماء والغوغاء وقد انطلقوا غاضبين يستفزهم الجوع و العطش( سد النهضة ) ،
إيذانا بميلاد عهد جديد يخرج علينا فيه الدجال كمُخلّصا للبشرية ومن وراءه بنى صهيون - كما يتوهمون - ليحكموا الأرض !!
فالناس أرهقتها المجاعات والحروب وتتشوق لمن يعطيها السلام والأمان ،وقُتل فيهم أغلى مايمتلكون إلا هما الدين والعرض !!!
لا تجزع وتقلق كثيرا فنحن نتكلم عن امنيات وأفلام !! و الدين مكفول يقينا بحفظ الله حتى يرث الله الأرض ومن عليها ،
ولكن اخشى على دينك وعرضك فمكرهم شديد ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) ،
و فى النهاية لك من نبينا الكريم صلَ الله عليه وسلم أجمل بشرى :-
فالدجال أعزك الله لن يخرج إلا فى غضبة !! أى ثائرا غضبانا ...
وهو يرى أحلامه و ما خطط له و بناه على مدار القرون ،يتهاوى فجاءة تحت ضربات المجاهدين وينهار أمامه !!!
فالمهدى عليه السلام يسبق الدجال والمسيح عليه السلام يقتله ، وسينطق الشجر والحجر على اليهود ليُقتلوا شر قتلة وتتطهر منهم الأرض ....
(ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين .. إنهم لهم المنصورون .. وإن جندنا لهم الغالبون )