وأمام استسلام و خضوع السواد الأعظم من المقهورين ، أو المقاومة العقيمة وسوء التصرف والتقدير عند القليل ، مساحات واسعة يجد فيها الفاسدون مرتعا لتغولهم وزيادة غيّهم ...
فالكثير يؤثر السلامة وان أقر بالظلم الواقع عليه بداخله ، والقليل من أبى الظلم وتذمر معلنا على الملأ حقوقه .. ولكن هل الحقوق تمنح وتعطى بالتشهير والمعارضة ؟!! أليس هذا تصور فاسد يفاقم ولا يساعد على حل المشكلة !!! ..
فسلبية التعاطى مع المشاكل عند البعض يماثله تماما علاجها عند آخريين بأساليب عقيمة لاتجدى نفعا بل تجر الوبال على رؤوس أصاحبها ؟!!!
كيف أصبحنا اليوم وقد قهرنا الظلم وغمرتنا المشاكل ،كحال المريض الذى استشرى فيه المرض ويحتاج لطبيب حاذق على وجه السرعة ليشرع فى علاجه ؟!!!!
يضع يده على الداء ويشخص المرض ...
والله الشافى ،ولن يتم الشفاء إلا بالعلاج المناسب ...
وخطأ الطبيب فى العلاج كخطأه فى التشخيص تماما ، كلاهما يؤدى حتما إلى الهلاك !!
هب ان مريض بالسرطان عفانا الله وإياكم شخّص الطبيب مرضه على أنه نزلة برد ؟! ألا يستوى هذا مع طبيب جاهل أخر اكتشف حقيقة مرضه بالسرطان ولكنه عالجه بالمسكنات ومخفضات الحرارة كما عالجه الأول تماما !! .. أليس كلاهما تسببا فى هلاكه !!
و تبقى هنا خطوة هامة وأخيرة ، لا شفاء بدون الالتزام التام بالعلاج وتجرع مرارته ..
ولن تغنى عنا معرفتنا بالداء والدواء شيئا ، ان كنا غير جادين حقا فى تعاطى الدواء المرّ بمقاديره المحدده سلفا و مواعيده ؟!! ..
عفانا الله وعفى البلاد من كل ظالم وجبان وجاهل ..
عفانا من كل من زرع المشاكل بظلمه ، ومن خضع له بجبنه ، ومن دافع عن حقه بجهالة فأعان الظالم على غيّه ...
