الجمعة، 10 يوليو 2015

" القنـــوع يحبـه النـــاس "

(ازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس)
عبقرية البلاغة النبوية إن سيدنا النبي بيقول كلام في منتهى العمق، بألفاظ قليلة، يتأثر بيها الإنسان البسيط، ويكتشف عمقها اللي بيحب التأمل.
الحديث ده مثلا يتكتب فيه كتاب. بص الربط الجميل بين الزهد فيما في أيدي الناس ونيل محبتهم.. فكر:

- الناس بتحب الدنيا وبتتخانق عليها، فلما أنت تزهد فيها مش هتنافسهم عليها، فهيبطلوا يكرهوك كمنافس، وهيبدأوا يحبوك

- لما تزهد في اللي في إيد الناس، هتديهم مساحة من الأمان إنهم يشاركوك من غير خوف على اللي في إيديهم، فهيطمنوا لك، ويحبوك

- لما تزهد في الدنيا، وماتبقاش فارقة معاك، هتديها للي نفسه فيهم، وهتكرم الناس وتعطيهم، فهيحبوك

- لما تزهد في دنيا الناس، هتكون توقاعتك منهم أقل، ومش هتكلفهم بحاجة، فهيحبوك

- لما تزهد في دنيا الناس، هيقدروا يعاملوك ويزوروك ويستخدموك من غير بذل ﻷموالهم الغالية عليهم، هتكون بالنسبة لهم سهل وقريب، فهيحبوك

- لما تزهد في دنيا الناس، هتبعد عن الضوضاء والصخب والخناقات، فهتوجد مساحة هادية وجميلة للناس تستريح فيها استراحة المحارب، فهيحبوك

- (أنت حر مما أنت عنه آيس، وعبد لما أنت له طامع). فلما مانطمعش في الناس هتبقى حر، وهتبقى بتعاملهم علشانهم مش علشان مصلحة عايزها منهم، فعلاقتك بيهم هتكون أصدق، وهتكون أخف، فهيحبوك.

فعلا.. الربط ما بين الزهد فيما في أيدي الناس ونيل محبتهم ربط عبقري.. لا يخرج إلا من مشكاة النبوة!
صلِ الله على محمد
صلِ الله عليه وسلم


------------------------------------------

مــــنــــــقــــــــــــــول Ahmad Fatehelbab