كتير ما نسمع كلمة ( ده راجل واصل ماحدش يقدر يكلمه ) أو ( ده عنده عزوة )
أو ( اللى ليه ظهر مايضربش على بطنه ) .. إلخ .. كلها كلمات تطلق فى الآخر على مجموعة من المنتفعين يحتمون دائما وراء مناصبهم أو أموالهم أو معارفهم أو أى شيئ آخر !!
فإن كان هذا وصف الناس لهم ، فبما وصفهم المولى عز وجل ووصف حقيقة قوتهم ونفوذهم ؟؟
( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ) ...
"من اتخذ من دون الله أولياء" إياك أن تحصرها فى قطعة حجر كانوا فى الجاهلية بيعبدوها .. ولكنها تطلق أيضا على كل من أعتقد النفوذ والقوة والسلطان عند أى شيئ بعيدا عن الله والاعتزاز به ؟؟
( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا .. )
فمثل هؤلاء ممن طلبوا العزة فى غير الله كالعنكبوت أتخذت بيتا ؟!
من احتمى بمن لا يملك لنفسه فضلا عن غيره نفعا ولا ضرا ، كمن اتخذ من بيت العنكبوت له مأوى ؟!!
فأنّى لبيت العنكبوت وهو دون كل البيوت المتعارف عليها ،لا يستر أحدا ولا يدفع عنك شمسا ولا بردا بل يتلاشى سريعا مع أول ريح بسيطة ،فأنّى لك أن تتخذه سكن يحميك ومأوى ؟!!!
( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون )
وأزيدك عن هذا المثل العجيب الذى يمثل قمة الاعجاز والتحدى فى كتاب الله ، أن الوهن فى هذا البيت لا يقتصر فى شكله وطبيعة بنيته ، فالعلم الحديث أثبت يقينا بما لا يقبل الشك ان بيت العنكبوت دون كل بيوت وأعشاش الحيوانات المتعارف عليها لا يملك مقومات البيت من مودة ورحمة وتكافل ؟!!
فهذا البيت الذى تبنيه الانثى بمفردها لا يتواجد فيه الذكر مطلقا إلا عند التلقيح ثم تفترسه !!!
بل عند بعض الانواع منها يذهب الذكر إليها متخفيا خشية على حياته فيقوم بتخديرها خلسة ، من ثم يلقحها و يفر هاربا ؟!!!!
بل الأدهى والأمرّ أن عندما يفقس البيض ويخرج الصغار أول ما يتغذوا يتغذوا على لحم امهم .. يالا البشاعة ..!!!
بيت لا تتوفر فيه أدنى معانى السكينة و الطمائنينة والأمان قائم على الغدر والمكر والخداع ، فأنّى له أن يحمى من أوى ولجأ إليه .. فهو بحق ليس إلا بيت الفرائس
من طلب العزة فى غير الله إلا ذلّ .. ومن تواضع لله رفعه الملك عز وجل ..
( وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا )
