الجمعة، 10 يوليو 2015

" نحـو خـلافـة راشـــــدة "

بحلم بالحرّية فلا تُعيقنى الحدود .. أمضى فى أرض الله مسافرا بلا قيود !!
لا أنحنى .. باسلامى شامخا ، رغم أنف كل صعلوك حقود
 

لا أريد أن أكون كلاً بلا عمل .. أريد الزوجة والأمل ..
أريد الأمن والسلام .. أريد الخبز والحنان .. أريد أن أحيا كانسان .. لا أريد ظلما ولا خنوع !!! ...



أتعجب كيف يكون لمن كفر بالله ربا وبمحمدا صلَ الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، أن يسيح فى الأرض أينما شاء ؟! معتزا بكفره ، يحمل وثيقه سفره ، رافعا رأسه ، تُفتّح له الأبواب ؟!!

بينما يقبع الموحدون أبناء جلدتنا أذلة فقراء .. اُسارى فى أوطانهم ، يخضعون لبطش حكامهم ..!!
لا تُرفع لهم رأسا .. ولا كرامةً لديهم ولا خبزا .. ليلهم كنهارهم ، ألوانا من الشقاء والعذاب ؟!!!
فهل خُلقت الأرض لِيتسلّط عليها الفُجّار ؟!!!
ورضينا أن نُصبح عبيدا لاسيادنا الكفار؟!!
ينهبون خيراتنا ، ويضطهدون خيارنا ، ويملئون الدنيا فجورا ويعيثون فى الأرض الفساد ؟!!!

كلا ..وألف لا !! نحن أمة محمد خير أمة اُخرجت للأرض (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )
 

خير أمة حين أظلّنا الدين و أقامنا شرع الله ، وسعينا فى صلاح دنيانا بإحقاق الحق ونشر العدل ، واستعمار الأرض وسد حوائج الضعفاء والمساكين ..
(الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور )


خيرية مشروطة لها أسباب .. ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ) مقولة بن الخطاب رضى الله عنه
لاعنصرية بغيضة تورثناها عن الأباء .. فلا فضل فيها لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي إلا بالتقوى ..
( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون )


أخوة متفردة فى التاريخ ، ذابت فيها كل حواجز اللغة والعشيرة والقوميات ،
لا تَقْيـد لحركة المسلمين ، وتيسير سبل تجارتهم .. لا حدود تفرقهم ، ولا انتماءت تفتتهم ، فالمسلم أخو المسلم ولو فى الصين .. (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا )
حتى صار المسلمين كيانا مترابطا مترامى الأطراف ، مختلف الأعراق ، لا تمزقه الحدود .. تحت سلطان الخلافة و قيادة أمير المؤمنين ..


أمة مجاهدة تحث على العمل .. (ما أكل العبد طعاما أحب إلى الله من كد يده ، ومن بات كالا من عمله بات مغفورا له ) ..حديث شريف
وعلى الاخلاص فيه والاتقان ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) ..حديث


تقدر قيمة العلم و العلماء ..( إن الملائكة تبسط أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ).. حديث شريف
 

وما قامت تلك المدنية الحديثة إلا على ميراث المسلمين ، بعد أن ورثوا عنهم جميع فروع العلم من فلك و طب ورياضيات و كيمياء وغيرها ، مما مكن لهم التقدم والتفوق والازدهار ...
 

وكفى المسلمين فخرا انهم أول من ابتكروا منهج البحث العلمى ، وأول من أسس علم الجبر والرياضيات الحديث وأول من وضع ( الصفر ) ، مما مهد بعد ذلك لابتكارات علماء الغرب واختراعاتهم والتقدم السريع !!

أمة وسطا خصها الله بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب لتكون حجة على الناس و الخلق أجمعين ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس )

تقارع الطغاة و الظالمين نصيرة المستضعفين ( إن الله ابتعثنا لنُخرِجَ من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ) مقولة ربعي بن عامر رضى الله عنه فى الآثر حين خاطب كسرى الفرس .

لا احتكار فيها ولا استغلال .. سيمتها التكافل يكفل بعضها البعض ،فتضيق الهوة فيها لاقصى الحدود بين الفقراء والأغنياء ..
ويذكر التاريخ كيف كان أمير المؤمنين عمر عبد العزيز رضى الله عنه لا يجد من الفقراء حتى يعطيه من فائض بيت مال المسلمين ، وقد سد عن المدين دينه ، وأعان من أراد الحج ،وتكفل بزواج فقراء المسلمين .. !!
-----------------

فان كان تلك أمجادُنا وهذا دينُنا فبأيدنا نحن ونحن فقط بعد الاستعانة بالله أن نستعيدها ؟؟!!
بالعودة لديننا وتحكيم شريعتنا ، وأن نتقن أعمالنا ، و نقارع أعدائنا ..
( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ) حديث شريف

نسأل الله أن يمكن لهذا الدين وأن يردنا إليه سالمين .. ويصرف عنا الافراط أو التفريط ...