السبت، 25 أكتوبر 2014

" الحــيــــاة الطـيــبـــة "


{من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} ..سورة النحل
وليس المراد منها الحياة المشتركة بين المؤمنين والكفار والأبرار والفجار من طيب المأكل والمشرب والملبس والمنكح ، الحياة الطيبة هى حياة اجتمعت كل هموم العبد فيها ومشاغله فصارت هما واحدا .. همه الوحيد فى هذه الدنيا و شغله مرضات ربه ، والالتزام بأمره ، والبعد عن مخالفته ، والحياة فى طاعته ..


( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) .. سورة الأحقاف
.. لا خوف عليهم حين يفزع الناس فهم لا يفزعون ، ولا حين يحزن الناس هم يحزنون .. ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .. سورة الرعد

لم يتشعب القلب ،ولم يتشتت الفكر ، ولم تذوب النفس كمدا وحسرة فى هموم الدنيا و تقلباتها .. بل أقبلوا علي الله بقلوب المحبين يعمرون دنياهم بإخلاص وكد .. فعملهم عبادة لله ، وسعيهم فى مرضات الله ، وجل وقتهم فى العمل على مصالح العباد و مرعاة شئون خلق الله .. فهم بالله وفى الله وأجرهم على الله ..

من كانت الدنيا همه جعل الله فقره في قلبه ، وشتت عليه أمره ، ولم يأته منها إلا ما كتب له ، ومن كانت الآخرة أكبر همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة .. صدق رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم ..

فكن عبدا ربانيا تكن أغنى الناس ، أملئ قلبك حبا لله ، ان أحببت فالله ، وان أبغضت فالله ..
اجعل أنسك به وعزك فيه وشوقك اليه .. تكن أقرب الناس اليه .. فى حفظه و رعايته ، وتصاحبك معيَّته ، فإن سكت سكت بالله ، وإن نطقت نطقت بالله ، وإن سمعت فبه تسمع ، وإن أبصرت فبه تبصر وبه تمشى و به تسكن ...

ما تقرب إلى عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ... الى أخر حديث رسول الله صل الله عليه وسلم .. نسأل الله ان يهدينا ويدخلنا برحمته فى عباده الصالحين ...