الأحد، 30 نوفمبر 2014

" مابين الحرية والتمـرد "

هل أنت فعلا حـر ؟!..
وان كنت كذلك فهل تتفرّد عن سائر المخلوقات بحريتك هذه ؟!.. ألا يوجد فى هذا الكون الفسيح من أفلاك ونجوم .. ودواب وطيور .. وأشجار وزهور من يتمتع فيه ويتنعم بحريته مثلك ؟!...

الاجابة قد تكون على غير ما تتوقع ........... نـعــم يـــوجــد!! بل أن الكون كله بمخلوقاته مثلك أنت أيها الانسان تمتلك قدرا ما من الحرية !! سواء كانت فقط عند نشائتها ، أم استمرت معها طوال حياتها إلى مماتها ، مع العلم انها لا تعدو أن تكون حرية المخلوق التى تظلّها على الدوام ارادة الله ومشيئته ، ولن تخرج ابدا عن حدود وظيفة العبد وخلقته ..
فالحيوان مثلا يأكل هذا ويترك هذا .. والطير يطير حيث يشاء ويحط حيث يريد .. والجمادات من سماوات وأرض وجبال حين عرضت عليهم الأمانة أشفقن منها وقالت لانريد .. والملائكة تحاور ، وابليس يأبى ويستكبر ، وآدم يعصى ويستغفر ، وهو الملك الواحد القاهر فوق عباده ، وهو من ورائهم محيط .. فحرية المخلوق أيا كان لن تتعدى أبدا أرادة الخالق فيه ..
( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان .. يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران )... سورة الرحمن

ابداع هذا الكون فى اتزانه ، واتزانه ينبع من التزام كل مخلوق فيه بحدود وظيفته ومكانه ، مع تكافل يجمعه بسائر المخلوقات يخضع فيه لسلطان الملك واحكامه ... فالحرية فيه منضبطة ، ولا مكان للعشوائية والفوضى ، ومن أراد ان يتمـــــرد ؟! فهناك من تكفيــه ..!! وتنــــــــــــــادى هل من مـزيـــــد ...
( ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ) ..سورة الرعد