الخميس، 11 سبتمبر 2014

" اعـمـالـهـم ســــراب "

عندما تقرأ ان بيل غيتس يتبرع بملايين الدولارات لمكافحة وباء إيبولا تتسائل هل يعذب الله من يبذل امواله وينفقها هكذا وهو أرحم الراحمين ؟!!

سؤال مر على الكثير منا ؛ البعض أنكر العذاب مستدللا برحمة الله الواسعة ، والكثير ممن استشكل عليه الأمر تركه وانشغل بشئ آخر وأراح ذهنه ، وقليل ممن حمل العقيدة السليمة متيقن من سوء عاقبة كل من مات على الكفر مهما كان حاله...

لوغريتمات عند البعض ويقين عند آخريين ؟!!!..

من شروط العمل الصالح الاخلاص والنية ، فلا عمل بلا نية وبغيرها ينعدم الأجر ويُحبط العمل ؛ هذا فى شأن من آمن وكان موحدا فمابال من جعل لله ندا وكان مشركا ؟!!

فالمؤمن وحده ينعم بالسَكينة والطمأنينة والأمان ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ويشتاق اليها الكافر الجاهل بربه ، يبحث عنها فى كل موطن طيلة عمره ، وأنى له أن ينعم بها وقد خاصم ربه ؟!

قد يعمل أعمالا فى ظهرها البر والصلاح ، ولكنها لا تثمر فى قلبه إلا مزيدا من الحيرة والبعد والشقاء ، فلا ثمرة لتلك الاعمال فى قلبه ، ولا مؤنس يؤنس وحشته ، ولا ينشرح صدر أبدا من ضل طريق ربه ...

(والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ) سورة النور

فهو فى الدنيا ظمآن هائم على وجه حيران ، يبحث عن الطمأنينة والأمان ، يبذل البر بلا ايمان ، فلا يروى عطشا فى القلب ولايعطيه الأمان ، دوما مخذول يعيش الأوهام ..

وحين تدق ساعته مشرفا على آخرته ، يكون أحوج ما يكون لعمل صالح كان يعمله يدفع عنه هول العذاب و المطلع .. وياحسرتاه !!!( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) .. (حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ) ..