الاثنين، 29 سبتمبر 2014

" ربنا ماخلقت هذا باطلا "

انها دعــوة ؛ دعــوة إلى التـأمـل ، دعــوة موجَّهة إلى القلوب الذاكرة العابدة الخاشعة ، دعــوة إلى من يتفكرون ، ويسمعون ، ويعقلون ،.. إلى أولي الألباب.. إلى أولي الأبصار..
إلى من يتأملون، ويتدبرون فينتفعون، فلا عند حدود النظر المشهود للعيان يقفون، بل إلى قدرة القادر في خلقه ينظرون، ولسان حالهم ومقالهم: وهو الله لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإليه تُرْجَعُونَ [القصص:70]

دعوة إلى العلم بالله علماً يقود إلى خشيته ، و يقود الى محبته وعبادة الله حق عبادته ، فمن كان به أعلم كان له أخشى وأكثر تذللا وخضوعا وعبادة : إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28]

تأمل بديع صنع الله ، والكون كتاب مفتوح يشهد بوحدانية الله ، وبأسمائه وصفاته: وفي أنفسكم أفلا تبصرون [الذاريات:21]
ترتاد فيه آفاق السماء ، وتجول في جنبات الأرض والأحياء ، تقف عند زهرات الحقول ، وتصعد إلى مدارات الكواكب والنجوم : أَإِلَهٌ مَّعَ اللهِ تَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل:63].

كتاب مفتوح يُقرأ بكل لغة : أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ [الأنعام:50] ، ويُدرك بكل وسيلة : أَفَلَا تَعْقِلُونَ [سورة الأعراف:169] ، يطالعه ساكن الخيمة ، وساكن الكوخ ، وساكن العمارة ومن فى القصور، كل يطالعه فيجد كل شئ فيه خلق بإتقان ، والجمال يلف كل مكان ، والحكمة من وراء كل خلق ، وكل شئ عنده بمقدار : ذَ‌ٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ [سورة هود :24 ] .

مقتبس مع التصرف من دعوة للتأمل للشيخ : ( علي عبد الخالق القرنى )